يعدالاهتمام بالأبناء من أسمى المهام التي تقع على عاتق الوالدين، فهو تعبير عن الحب والرعاية والحرص على مستقبل الطفل ولكن، حين يتحول هذا الاهتمام إلى دلال مفرط ورعاية زائدة عن الحد، فإنه قد يحمل في طياته آثارا سلبية على شخصية الطفل ونموه النفسي والاجتماعي...
حيث يعتقد الأهل عندما يغدقون بالهدايا والمزايا الماديه أنهم يقدمون جميلا للاطفال ولا يدركون خطورة مايترتب عليه من عواقب وخصوصاً إذا كانت قيمة الهدايا تفوق عمره بكثير لأن الأصل ومن الناحية النفسيه الموازنة بين عمر الطفل والتعزيز المقدم سواء كان معنوياً أو مادياً فالطفل الصغير غير المدرك سيعتاد ذلك التعزيز وسيفقد أ هميته وبالتالي لن يتقبله الطفل لاحقاً أو سيتقبله على مضض .لذلك يُحبذ من الأهل التدرج بالهدايا و الحوافز بما يتناسب وعمره النمائي "فطفل السنه مثلاً سيفرح كثيراً بلعبة اسفنجيه على شكل دميه أو حيوان معين لانه غير مدرك لقيمتها الماديه ولكن بالنسبة إليه هي شيء جميل وشيّق يستطيع اللعب بها ومحاكاتها والتعرف على اجزائها كشيء مادي ملموس يتناسب وخصائص مرحلته " وهكذا ...دع الطفل يتمتع بالالعاب البسيطه التي تتماشى مع تطوره الحسي وعدم المبالغة في تقديمها حتى لا تصبح شيء عديم القيمه وتكون ردة فعله بارده تجاهها ...والجدير بالذكر في هذا المجال الموازنه بين التعزيز المادي والمعنوي "فللتعزيز المعنوي " دور كبير في تقدم مهارات الطفل ونجاحه فلا نبالغ بردة الفعل تجاه الانجاز البسيط ولا نرد بشكل بارد تجاه الانجاز الكبير "فمثلاً قد تصفق الام بشكل مكثف وطويل لأن أبنها كتب كلمة بشكل سليم وعلى النقيض قد لا تصفق بنفس الحرارة لكتابته جملة كاملة صحيحة!والمهم هنا...أنه قد يترتب على الحماية الزائدة من الأهل من الناحية المعنوية أمور كثيرة تنعكس على صحة الطفل النفسيه ويترك عنده اثر عندما يكبر لانه يصبح شخص لا مبالي ولا يدرك أهمية الاشياء ولا قيمتها ولن يقدر التعب الكبير الذي يواجهه الأهل لتقديم كل احتياجاته لانه اعتاد على توفر كل شيء باي وقت ودون تردد من الأهل وسيواجه صراعا مع الواقع الخارجي عندما لا يلبي كل لاإحتياجاته التي اعتاد على تلبيتها ، وقد لا يتقبل الفشل والإحباط لانه لم يعتاد على الرفض وبالإضافة على عدم قدرته تحمل المسؤوليه لانه معتمد وبشكل كلي على الأهل ولم يتعلم الاستقلالية من خلال عدم إعطاءه مسؤوليات تتناسب وعمره بالإضافة إلى عدم ثقته بنفسه وعدم تعاونه الذي قد يؤثر سلباً على صداقاته مع أقرانه ومن ثم على علاقاته الاجتماعية، فالأصل أن يقدم الأبوان الحب والحنان لأطفالهما مع وجود حدود وضوابط واضحة وثابتة.
قديسات تكتب: الدلال الزائد ليس أقل خطورة من الحرمان الزائد فيما يترتب عليه من عواقب..
الدكتورة لما قديسات
قديسات تكتب: الدلال الزائد ليس أقل خطورة من الحرمان الزائد فيما يترتب عليه من عواقب..
مدار الساعة ـ