أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مستثمرون شهادة الموقف مناسبات جاهات واعراس جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

نصير تكتب: الأردن بين عبقرية الإدارة ورؤية المستقبل.. دور المرأة والسياسة والذكاء الاصطناعي في بناء اقتصاد وطني واعد


د. نوال محمد يوسف نصير

نصير تكتب: الأردن بين عبقرية الإدارة ورؤية المستقبل.. دور المرأة والسياسة والذكاء الاصطناعي في بناء اقتصاد وطني واعد

مدار الساعة ـ

في زمن تداخلت فيه معايير القيادة والتحول، لم يعد النجاح حكرًا على الأدوات التقليدية، بل أصبح مرهونًا برؤية استثنائية تتكامل فيها السياسة الحكيمة، والاقتصاد الذكي، والقيادة الإدارية الناضجة، ويُضاف إلى هذا المشهد عنصران لا غنى عنهما: المرأة والذكاء الاصطناعي. وفي قلب هذا المشهد يقف الأردن، وطنًا يُحب أهله ترابه كما يُحبون المستقبل، ويسعون لنهضته كما يسعون لأحلامهم.

السياسة الأردنية، بقيادة هاشمية رشيدة، أثبتت عبر عقود قدرتها على الثبات في محيطٍ مضطرب، واتّسمت بالحكمة والاتزان، مما هيأ بيئة مستقرة ساعدت على ولادة فرص اقتصادية وإدارية واعدة. ولعل هذا التوازن السياسي هو الأساس الذي تقوم عليه خطط التنمية والإصلاح، التي باتت تُركّز بشكل متزايد على توظيف التكنولوجيا والابتكار في إدارة مؤسسات الدولة والقطاع الخاص.

وفي هذا السياق، تبرز إدارة الأعمال كأداة استراتيجية لصياغة مستقبل وطني تنافسي. لم تعد الإدارة اليوم مجرد تنظيم لموارد بشرية ومالية، بل أصبحت نظامًا متكاملاً يُدمج البيانات والذكاء الاصطناعي (AI) والذكاء الإداري في صناعة القرار، وتحليل الأسواق، والتنبؤ بالاتجاهات الاقتصادية.

إن الذكاء الإداري هو القدرة على اتخاذ قرارات استراتيجية بوعي وإدراك شامل لبيئة العمل، مع فهم دقيق للعوامل الداخلية والخارجية. أما الذكاء الاصطناعي، فهو الشريك التكنولوجي الذي يمنح الإدارة سرعة التحليل، ودقة التنبؤ، وفعالية الحلول. وعندما يُدمج هذان النوعان من الذكاء في بيئة مؤسسية واعية، تنشأ معادلة النجاح.

ومن هنا تبرز المرأة الأردنية كأحد أعمدة هذا المشهد المتقدم. لقد أثبتت حضورها ليس فقط في ميادين التعليم والرعاية، بل أيضًا في مجالات الأعمال والقيادة والسياسة، وأصبحت تمثل صوت التغيير، ورمز التوازن، وركيزة في كل مؤسسة طموحة. لم تعد المرأة الأردنية تطالب بدورها، بل أصبحت تصنعه، وتفرضه بجدارة واقتدار. في الشركات، تقود فرق العمل. في الجامعات، تُدرّس وتبحث. في الاقتصاد، تُنشئ وتُدير. وفي الإدارة، تُخطّط وتُنجز.

ولا يمكن الحديث عن كل هذه العوامل دون استحضار حب الأردنيين لوطنهم، ذلك الحب الذي يتجسد في تفاني الموظف، وإخلاص الجندي، وإبداع الطالب، وصبر العامل. هو حب لا يُترجم فقط بالشعارات، بل بالفعل اليومي في ميادين العمل والبناء. وهذا الحب هو وقود كل نجاح إداري واقتصادي، وهو ما يجعل من الولاء المؤسسي نقطة انطلاق نحو تطوّر حقيقي ومستدام.

إن الأردن يمتلك اليوم مقومات فريدة تُمكّنه من الانتقال إلى مرحلة أكثر نضجًا وتطورًا:

قيادة سياسية متزنة

كفاءات إدارية مبدعة

نساء شغوفات ومؤهلات

شباب واعٍ ومتطلع

وبنية رقمية قابلة للارتقاء

لكن التحدي الأهم يكمن في صياغة استراتيجية وطنية موحدة تُدمج بين الذكاء البشري والتكنولوجي، وتُعيد بناء منظومة العمل الإداري، وتُشجع على ريادة الأعمال، وتستثمر في المرأة كقائدة وصانعة قرار، لا كعنصر تكميلي.

وفي الختام، فإن بناء مستقبل أردني مشرق لا يعتمد فقط على الموارد، بل على الإرادة السياسية، والرؤية الاقتصادية، والقيادة الإدارية الملهمة، والإيمان بالمرأة والذكاء الاصطناعي كشريكين في صناعة الغد. الأردن ليس بلدًا ينتظر المساعدة، بل بلد يصنع الفُرص ويُشكّل المعادلات. وما نحتاجه الآن هو فقط أن نؤمن بأننا نستحق الأفضل، وأن نبدأ بذكاء، ونقود بشغف، ونُحب بصدق.

مدار الساعة ـ