أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية الموقف شهادة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس جامعات مغاربيات خليجيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة الأسرة طقس اليوم

مبادرة عاجلة لتجنب الكارثة


فهد الخيطان

مبادرة عاجلة لتجنب الكارثة

مدار الساعة (الغد الأردنية) ـ

الرهان على الخلافات بين المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل بشأن احتلال غزة وتدمير ما تبقى منها، وتهجير سكانها جنوبا، هو رهان فاشل.

منذ أن بدأ العدوان على غزة قبل نحو سنتين، والخلافات بين الساسة والعسكريين لم تتوقف. كان هذا حال إسرائيل في كل حروبها مع العرب. بالمحصلة القرار في إسرائيل للمستوى السياسي، وللحكومة المنتخبة، ومهما بلغ التصعيد من طرف المعارضة السياسية، والقيادات العسكرية، فإنه وبمجرد اتخاذ القرار السياسي، تخضع المؤسسة الأمنية والعسكرية، وتنفذ ما هو مطلوب منها.

صحيح أن جبهة المعارضة لسلوك حكومة اليمين المتطرف، تتسع داخليا وخارجيا، وكل يوم تنضم دولة جديدة لتيار المعارضة والتضامن مع حقوق الشعب الفلسطيني، كما يتبدى سلوك مماثل في أوساط إسرائيلية لا ترى في استمرار الحرب على غزة سوى ما يتحقق من أهداف شخصية لنتنياهو الذي يطيل أمد الحرب للبقاء في منصبه.

كل هذا معروف ومألوف في الحياة السياسية الإسرائيلية. منذ اليوم الأول لحرب غزة ارتفعت أصوات المعارضة للاجتياح البري، لكن ذلك لم يوقف المناورة البرية، ولا تدمير القطاع ولا القتل الوحشي لمئات الآلاف من المدنيين الأبرياء.

جادل العسكريون وعلى رأسهم رئيس هيئة الأركان بجدوى احتلال مدينة غزة ومحيطها، وفضل الصفقة السياسية على عملية عسكرية بلا أهداف واضحة أو قابلة للتحقيق. في المحصلة المستوى السياسي قال كلمته، وسيلتزم أزمير بقرارهم، وإلا سيغادر موقعه كما حصل مع سلفه.

اليمين المتطرف في إسرائيل يرى في حرب غزة فرصة تاريخية لتحقيق برنامجه في القضاء على كل مقومات الدولة الفلسطينية، والترابط الجغرافي بين شطريها؛ الضفة الغربية المحتلة، وقطاع غزة. سيحول غزة إلى رمال وخيام كما قال عضو الكنيست العربي منصور عباس نقلا عن مسؤولين في حكومة نتنياهو. وسيسرع الخطى لضم أكبر مساحة ممكنة من أراضي الضفة الغربية، وإعلان موت" أوسلوا" نهائيا.

الموقف الأوروبي لا يمثل تحديا كبيرا بالنسبة لنتنياهو، يكفيه دعم إدارة ترامب التي منحته القيام بماهو مناسب في غزة.

هل ثمة فرصة لمنع كارثة جديدة في غزة؟

تهجير ما يزيد على 800 ألف غزي من الوسط نحو الجنوب، يعني حكما بموت عشرات الآلاف جوعا وقصفا. لم يعد هناك في الجنوب متسع لمثل هذه الأعداد. جهود الإغاثة مهما تضاعفت لن تكون قادرة على الإحاطة باحتياجات هذه الأعداد، هذا على فرض أن حكومة الاحتلال ستسمح بدخول المساعدات بوتيرة كافية.

نحن في الأيام الأخيرة قبل الكارثة المروعة، ولا ينبغي على الأطراف المسؤولة أن تستسلم لهذا الواقع المأساوي.

يمكن ببساطة للوسطاء العرب؛ مصر وقطر، وبدعم من الدولة الفاعلة في المشهد الإقليمي، الإسراع لتقديم مبادرة عاجلة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، استنادا لما تم الاتفاق عليه في مؤتمر نيويورك. ينبغي التعامل بجدية وصرامة مع قيادة حركة حماس للقبول بصفقة تنقذ سكان القطاع من موت محقق. والضغط على الإدارة الأميركية للجم عدوانية إسرائيل، بصفقة تضمن انسحابها فورا من غزة، وتسليم إدارتها لهيئة مدنية مستقلة، بالشراكة مع منظمات الأمم المتحدة.

نزع سلاح حماس لا يلغي حق الفلسطينيين في المقاومة، إنه في هذه اللحظة التاريخية الفارقة يحمي حياة الملايين منهم، ليواصلوا رحلة الكفاح بوسائل عدة من أجل الحرية والاستقلال.

مدار الساعة (الغد الأردنية) ـ