منذ اندلاع الأحداث في السويداء السورية كان الاردن حاضرا وداعما لأي جهد لانهاء التصعيد، ثم كان الاردن بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية وتركيا صانعا للاتفاق الذي تم بين القوى الاجتماعية في السويداء والدولة السورية وغدا الثلاثاء يستضيف الاردن اجتماعا تنسيقيا ثانيا حول ملف السويداء بمشاركة أمريكية سورية، وربما يكون وفق اخبار صحفية وجود وفد من القوى الفاعلة في السويداء.
الاردن يتحرك سرا وعلنا في هذا الملف واهدافه واضحة اولها الحفاظ على وحدة الدولة السورية من اي محاولات انفصال او تقسيم، وتحت هذا الهدف يكون السعي لحل اي مشكلات بين الدولة السورية واي جزء جغرافي او عرقي او طائفة.ويتحرك الاردن لقطع الطريق على نوايا إسرائيلية لاستغلال الوضع العام في سوريا واي حالة عدم ثقة تاريخية بين الدولة السورية والسويداء، والهدف الاسرائيلي تعزيز فكر الانفصال والتواجد عسكريا في مناطق الجنوب وإيجاد تواصل عبر ممر جغرافي من مناطق الجولان مرورا بالسويداء ومناطق سورية اخرى إلى الحدود السورية العراقية، وهو مشروع تم توقيفه بالاتفاق الذي رعته أمريكا والاردن وتركيا، واجتماع اليوم لدعم استقرار الاتفاق والبناء عليه.الاردن يدرك خطورة وجود عسكري كبير في الجنوب السوري وخطورة مخطط ممر داود، والاردن يدرك خطورة انفصال اي جزء من سوريا على سوريا ومحيطها.والاردن الذي رفض فكرة فتح معبر إلى أراضيه من السويداء في فترة النظام السابق مازال يرفض الفكرة لانه يؤمن بالتعامل مع دولة وليس مع قوى اجتماعية، ولأن فكرة المعبر دون تنسيق مع الدولة السورية ذات أبعاد انفصالية او تخدم فكرة الانفصال.منذ اليوم الأول لقدوم الحكم الجديد كان موقف الاردن واضحا في احترام خيار الشعب السوري ودعم الدولة السورية في الحفاظ على وحدتها ودعم استقرارها وسيبقى هذا الموقف هو التفسير المباشر لكل تحرك أردني في الملف السوري.