أكتب إليكم هذه الكلمات وقلبي ممتلئ بالامتنان والفخر بكم. ليلة الأمس لم تكن عادية على الإطلاق؛ فقد دوّى الخطر في بيتنا بمنطقة الظهير، حين اشتعلت النيران فجأة في حديقة بيت جاري الملاصق لبيتي، في غيابه. كانت ألسنة اللهب تتصاعد بسرعة مرعبة، تلتهم الأشجار وتثير في نفوسنا حالة من الهلع والذعر، خاصة وأن ارتفاع درجات الحرارة طوال هذا الأسبوع ساهم في انتشار الحريق بوتيرة أسرع.

في تلك اللحظات العصيبة، لم يكن بيني وبين الكارثة سوى رقم 911… ورغم أنني شعرت بالقلق من احتمال تأخر الاستجابة بسبب الازدحام المروري الذي نعانيه يوميًا في شوارع العاصمة عمّان، إلا أنني فوجئت – ولله الحمد – بوصول مركبة الدفاع المدني خلال عشر دقائق فقط، لتضيء أضواءها ظلام الليل معلنة بدء معركة الشجاعة.

رأيتكم بأم عيني تتحركون بثبات، لا تنشغلون إلا بإنقاذ الأرواح وحماية الممتلكات. لم يكن ما تقومون به مجرد أداء لمهمة عمل، بل رسالة حياة وأمان حملتموها بكل إخلاص، متحدّين صعوبات الطريق وسرعة تفاقم الحريق.

أنتم البرهان الحي على أن هذا الوطن محروس بسواعد أمينة لا تعرف التراجع، وبقلوب نذرت نفسها للعطاء والتضحية. لكم مني كل الشكر والعرفان، ودعاء صادق بأن يحفظكم الله ويحميكم أينما كنتم.