أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة جامعات دين مغاربيات خليجيات ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

المرعي الدبوش يكتب: وعائلته الكريمة


راتب المرعي الدبوش

المرعي الدبوش يكتب: وعائلته الكريمة

مدار الساعة ـ

إذا وجهتَ تهنئةً، أو تعزيةً، أو دعوةً إلى شخص ما، فليس من المستساغ أن تعبِّـر عن نفسك وعائلتك بقولك: (السيد فلان وعائلته الكريمة) يهنئون، أو يعزّون العائلة الفلانية بكذا وكذا، أو يدعونهم إلى كيت وكيت.

إن من غير اللائق أن يعبر الإنسان عن نفسه بلقب (السيد)، وإن من التواضع المحمود أن يذكر اسمه مجردا من أوصاف (السيادة)، و(المعالي)، و(الباشوية)، و(العطوفة)، و(السعادة)، و(المشيخة)، وغير ذلك من ألقاب التفخيم؛ حتى ينأى ينفسه عن الفخفخة وإظهار التعالي؛ وحتى لا يجعل من نفسه موضوعا للسخرية والتندر. ولا حرج في أن يكون الاسم متبوعا باللقب الوظيفي إذا كان ذلك ضروريا. أما الألقاب الأكاديمية والمهنية، فلا بأس من استخدامها لمزيد من التعريف.

أما وصف (العائلة الكريمة) فالأوْلى أن يكون وصفا لعائلة من وُجِّهَتْ إلـيـه التهنئةُ أو المباركةُ، أو التعزية، أو الدعوة، لا أن تكون وصفًا من المهنئ أو المبارك أو المعزّي أو الداعي لعائلته الخاصة.

نقرأ كثيرا عبارات، مثل: معالي وزير السعادة والرفاه فلان الفلاني، أو عطوفة مدير دائرة الرضا والقناعة (علان بن قحطان) يبارك، يهنئ، يعزي، يدعو.. إلخ

معروف أن الوزير أو المدير لا يكتب ذلك بنفسه، وأن مدير مكتبه، أو (سكرتيرته) أو مدير العلاقات العامة في الوزارة أو المديرية، أو المؤسسة – هم الذين يتولون هذه المهمة، دون أن يفطنوا إلى أن المنشور، أو الدعوة، أو الإعلان يظهر، في النهاية، باسم الوزير أو المدير شخصيا، وكأنه هو الذي كتبه، فهل من اللائق أن يقول الوزير عن نفسه: (معالي)، وأن يصف المدير نفسه بأنه (عطوفة) في معرض تهنئة أو تعزية أو دعوة أو إعلان؟

بالتأكيد، إن ذلك لا يليق، وإنْ رضيَ بها هؤلاء المعنيّون، أو لم يتنبّهوا، أو تنبهوا ولكنهم (غرشوا) أو (غطرشوا) فإن الذوق الرفيع لا يقبل ذلك، وربما قابَـلَه بابتسامة على هيئة علامة استفهام، متبوعة بعلامة تعجب واستغراب؟!

والأمر يندرج، أيضا، على من يقدم نفسه بعبارة (الباشا فلان) يبارك، يهنئ، يعزي، يدعو.. إلخ.

قد يسأل سائل: كيف، إذن، يمكن التعبير عن كل ما سبق، بكياسة وأدب وذوق، ودون الوقوع فيما لا يُـحَـبّـذُ ولا يُستساغ؟

أقترح بعض الأمثلة التي قد تكون مناسبة:

1 - فلان الفلاني وعائلته يهنئون السيد فلانا وعائلته الكريمة بكذا وكذا.

2 - الدكتور/ المهندس/ المحامي/ اللواء/ الفريق/ المشير (وليس الباشا) فلان وعائلته يهنئون السيد فلانا وعائلته الكـريمة بتفوق ولدهم فلان في الثانوية العامة مثلا، أو يتشرفون بدعوتكم لحضور حفل زفاف ولدهم فلان، مساء يوم كذا..

3 - وزير الإنجاز الخارق (فلان)، أو مدير عام دائرة السعادة المفرطة (علّان) يتشرف بدعوكم لحضور حفل تكريم الراقصة (فلانة) بمناسبة اليوم العالمي للأم المثالية...

دمتم وعائلاتكم الكريمة بخير.

مدار الساعة ـ