مدار الساعة - استذكر رئيس الوزراء الاسبق سمير الرفاعي والده رئيس الوزراء الأسبق الراحل زيد الرفاعي بعد سنة على رحيله.
الرفاعي سمير كتب:
سنة مرّت على رحيل الوالد الحبيب، وما غاب عنّا، بقي حاضراً في التفاصيل الصغيرة والكبيرة، في دعائه لنا، في حكمته ونُصحه وسعة أفقه، في ابتساماته العذبة وهدوئه الذي يغمرنا بالطمأنينة ويمنحنا السكينة.
رحل الأب، الصديق، والقدوة، الرجل الذي لم تكن الاستقامة عنده خياراً بل منهجاً في جميع مناحي الحياة. كان سلوكه يسبق كلماته، عملاً وعطاءً. طوال حياته، وهب وقته وجهده للأردن الغالي، وللعرش المفدى، وللأردنيين الأوفياء الذين سيبقى الخير فيهم إلى يوم الدين.كان الوالد، حتى لحظاته الأخيرة، جندياً مخلصاً نذر نفسه للوطن، عاش ومضى نظيف السيرة، كريم النفس، عفّ اللسان، يقابل الإساءة بالإحسان، ناكراً للذات، قابضاً على عهد الوفاء. لا شكّ أن فراق الأب والقدوة والصديق صعبٌ ومؤلم. لكن العزاء، كل العزاء، أن الأردن بخير، وسيبقى بخير. بلد الإباء ووطن الشهامة والنخوة ومكارم الأخلاق، حصن العرب الحصين. ثابتٌ في مواقفه، لا يهاب ولا يتراجع، تحرسه عيونٌ لا تمسّها النار، وقد حباه الله تعالى بقيادة شريفة حكيمة، تقدم النموذج وتتقدم الجميع في خدمة الأمة وقضاياها، دون كلل أو مِنّة. رحم الله الوالد الذي جسّد لي أجمل الصفات وأرفع الخصال، ونحمده سبحانه على حسن الختام، ونسأله تعالى أن يوفقنا لنكون على قدر الأمانة التي تركها لنا، في القيم، في السيرة، وفي المواقف.ونسأل الله أن يحفظ الأردن الغالي، وأن يمدّ جلالة الملك المعظم وسمو ولي عهده الأمين بموفور الصحة والعافية، ويكلل خطاهما بالتوفيق والسداد.