شهد الأردنيون اليوم إعلانًا تاريخيًا، حيث أعلن سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني عن إعادة تفعيل برنامج خدمة العلم الوطني. القرار جاء ليعيد إلى الأذهان التجربة الوطنية التي شكّلت لعقود أحد أبرز أدوات صقل الشباب الأردني وتأهيلهم، وليكون اليوم أكثر شمولية في مواجهة تحديات العصر وتعزيز الجبهة الداخلية.
لا ينظر الأردنيون إلى خدمة العلم باعتبارها مجرد فترة عسكرية إلزامية، بل باعتبارها مدرسة وطنية شاملة، تسهم في بناء الشخصية وصناعة المواطن الصالح.فمن خلال الانخراط في هذه التجربة، يتعلم الشباب قيم الانضباط والعمل بروح الفريق، ويتدربون على تحمّل المسؤولية، كما يكتسبون القدرة على حمل السلاح والدفاع عن الوطن عند الحاجة.وفي الوقت ذاته، لم تعد الخدمة مقتصرة على الجوانب العسكرية، بل أصبحت منصة تجمع بين التدريب الأمني والتأهيل المهني والريادي، ما يفتح أبوابًا واسعة أمام الشباب للاندماج في سوق العمل والمجتمع.من أبرز ما تحمله عودة خدمة العلم هو بعدها المتعلق بـ العدالة الاجتماعية.فالتطبيق الشامل للبرنامج على الفئات المستهدفة يضمن تكافؤ الفرص بين أبناء الوطن، بغض النظر عن أوضاعهم الاجتماعية أو الاقتصادية.هذا البُعد يعزز فكرة أن جميع الشباب شركاء في حماية الأردن وخدمته، ما يسهم في تقليص الفوارق الطبقية، ويخلق مظلة وطنية موحّدة عنوانها.يوفّر البرنامج فرصة لتأهيل جيل جديد من الشباب على حمل السلاح وفنون الدفاع، ما يرفع مستوى الجاهزية الوطنية ويعزز ثقة الأردنيين بقدرتهم على حماية وطنهم.من خلال دمج التدريب العسكري ببرامج تقنية ومهنية وريادية، ستُفتح أمام الشباب فرص عملية في مجالات التكنولوجيا والمشاريع الإنتاجية. هذا يُسهم في محاربة البطالة وتزويد سوق العمل بكفاءات جديدة.الخدمة تخلق بيئة جامعة تضم شبابًا من مختلف المحافظات والطبقات الاجتماعية، ما يعزز قيم المساواة والتعاون، ويدعم بناء مجتمع أكثر تماسكًا.في ظل ما تشهده المنطقة من تحديات، تأتي إعادة خدمة العلم كرسالة سياسية قوية، مفادها أن الأردن ماضٍ في تعزيز جبهته الداخلية عبر الاستثمار في شبابه، باعتبارهم خط الدفاع الأول.القرار يترجم رؤية القيادة الهاشمية في أن قوة الأردن لا تكمن فقط في جيشه الباسل، بل في وحدة شعبه وانتماء شبابه.بهذه المناسبة الوطنية، نرفع أكف الدعاء أن يحفظ الله الأردن الغالي، وأن يبارك في جهود جلالة الملك عبد الله الثاني وسمو ولي عهده الأمين الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، وأن يجعل هذا القرار المبارك بداية عهد جديد من القوة والوحدة والازدهار.اللهم اجعل الأردن بلد الأمن والأمان، ووفّق أبناءه لما فيه خيره ورفعته، واحفظ جيشه وشعبه وقيادته من كل سوء.
مقدادي يكتب: عودة خدمة العلم في الأردن.. رؤية ملكية لبناء جيل منضبط ومسؤول
مدار الساعة ـ