أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة جامعات دين مغاربيات خليجيات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة الأسرة طقس اليوم

عقال الرأس


أ. د. أمين المشاقبة
وزير اردني سابق.. أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية

عقال الرأس

أ. د. أمين المشاقبة
أ. د. أمين المشاقبة
وزير اردني سابق.. أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ

تشكل العشائر الأردنية نسيجاً مُوحداً مبنياً على قيم أخلاقية، وإنسانية في حب الوطن والاخلاص له والدفاع عنه في السراء والضراء قيم الكرامة، وعزة النفس، والتضحية بالنفس والولد، فالبنى الاجتماعية هي أحد أعمدة الاستقرار في الدولة الوطن عبر تاريخ المديد من الشمال والوسط والجنوب كانوا رماح الوعي حملوا راية الوطن في أكثر من واقعة وكانوا بالمرصاد لكل من حاول الاعتداء على الأردن الدولة الوطن.

منذ البدايات التفت العشائر حول الملك المؤسس واشادوا معه وطناً منيعاً ووقفوا نفس الموقف مع القيادة الهاشمية عبر ما يزيد عن مئة عام. وها هم اليوم يقفون موقف الرجولة والفِداء مع الملك عبدالله الثاني في بناء الأردن الحديث وفي الدفاع عن الوطن اذا ما استدعى الحال.

أبناء القبائل والعشائر، والحمايل في كل بقاع الأردن يشكلون الجزء الأكبر للخلفية الاجتماعية للقوات المسلحة والقوى الأمنية بكل فصائلها وتشكيلاتها وهذه هي العمود الفقري لاستقرار البلاد، وهم حُماة الحمى اذا ما جد جديد وشواهد التاريخ دالة على ذلك ويشهد التاريخ السياسي ان الجيش والمؤسسات الامنية هي درع الوطن على كل الأصعدة وفي كل المعارك حققت الانتصارات والانجازات.

وامام التحدي التوراتي الجديد وتوسيع رقعة الكيان المُحتل والغاصب والبدء بخطوات اسرائيل الكبرى على حساب الأرض الأردنية، فهذا مرفوض جملة وتفصيلاً، وعليه ما على ابناء العشائر الأردنية إلاّ التوحد والاندماج والانسجام الاجتماعي والسياسي في موقف واحد موحد دفاعاً عن الوطن المُهدد بالمُخطط التوراتي وهذا ليس بجديد فالأبعاد الروحية الصهيونية معروفة لدينا منذ زمن طويل ولكن التنفيذ قد بدأ فالوعي والإدراك السياسي اصبح مطلوباً اكثر من أي وقت مضى فالوحدة الاجتماعية الوطنية ضرورة قصوى لمواجهة هذا التحدي الوجودي وهذا يتطلب وضع استراتيجية وطنية شاملة تبدأ بحوار وطني موسع لبناء موقف وطني صلب وشامل وان يسمع منا الآخر بعقلانية وموضوعية بعيداً عن الفزعات والتجمهرات غير المُنظمة، فالبيانات والشعارات والأغاني لا تترك إلاّ الحماسة والحماسة مطلوبة لكن نريد فكراً وخطط عملية قابلة للتنفيذ دفاعاً عن وطن مُهدد بمشروع صهيوني مدعوم أميركياً.

اثبتت العشائر الأردنية انها بيضة القبّان في كل المفاصل الخطيرة التي مرت بها البلاد 1956-1961، 1968، 1970، 2011 وغيرها ومن هنا فعلى الجميع ان يفهم ان للوطن رجال قادرون عن الدفاع عنه متجذرون في الأرض ولم يبدلوا تبديلا هم حاملون الوطن منزرعين فيه وليس حملة حقائب جاهزة للسفر وكما يقول المثل من هذا المراح ما في مرواح، وهم عقال الرأس الذي نفتخر به دوماً.

مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ