هذا اليوم هو يوم المجد الأردني في قرار سمو ولي العهد وهذه الأوطان العظيمة تُبنى برجالها، وتُصان بتضحيات شبابها، وتكبر بقرارات قيادتها. واليوم… خطا ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني خطوة تاريخية تُكتب بماء الذهب، حين أعاد خدمة العلم، لتعود معها الروح الأردنية الأصيلة، روح العزيمة والولاء والانتماء.
خدمة العلم ليست مجرد أيام نعدّها في المعسكرات، بل هي أيام تصنع العمر كله. هي معركة الشاب مع نفسه، فيها يكتشف أن الرجولة مش كلمة تُقال، بل فعل يُعاش. هناك يتعلم أن قيمة الوقت من قيمة الوطن، وأن احترام التعليمات هو احترام للهوية، وأن زيه العسكري ليس قماشًا يرتديه، بل رايةً يحملها وكرامةً يصونها.كل شاب يخوض هذه التجربة يصبح جزءًا من معادلة الوطن… يصبح حلقة في سلسلة طويلة من الرجال الذين حفظوا للأردن هيبته، ووقفوا على حدوده كالسيوف.في خدمة العلم، يلتقي ابن الشمال بابن الجنوب، يلتقي ابن المخيم بابن البادية، الكل يذوب في بوتقة واحدة اسمها “الأردن”… وطن لا يعرف التفرقة، وطن لا يميز بين واحد وآخر إلا بما يعطيه ويقدمه من إخلاص.قرار ولي العهد اليوم لم يأتِ ليعيد تجربة الماضي فقط، بل جاء ليؤكد أن المستقبل لا يُبنى إلا برجال جاهزين، وعزائم صلبة، وأيدٍ نظيفة وقلوب عامرة بالحب للأرض والقيادة.هو قرار يرفع الرأس، ويعيد للأردني إحساسه بأن قيمته ليست فقط في حياته الفردية، بل في انتمائه لجماعة كبيرة اسمها شعب الأردن.سمو ولي العهد قالها فعلًا لا قولًا: “الشباب هم عماد الوطن، وهم الدرع والسند”. وها هو يضعنا أمام مسؤوليتنا، ويعيد إلينا شرف الوقوف صفًا واحدًا خلف الجيش العربي المصطفوي، خلف سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني، وخلف الراية الهاشمية التي لم تنكس يومًا.يا أردن… ستبقى عاليًا، ما دام فيك رجال لبّوا نداء خدمة العلم، وما دامت فيك قيادة ترى أن الشباب ليسوا مستقبلًا فقط، بل حاضرًا لا يُستهان به.فاليوم… نفتخر، ونرفع أصواتنا من القلب: نحن معك يا ولي العهد… ونحن لخدمة وطننا أوفياء وأبناء رجال.حمى الله الأردن وطناً وملكاً وشعباً
الشوبكي يكتب: ولي العهد يعيد مصنع الرجال
مدار الساعة ـ