أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب مجتمع مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات جامعات مغاربيات خليجيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة الأسرة طقس اليوم

أبو قمر يكتب: في حضرة سمو ولي العهد

مدار الساعة,مناسبات أردنية,ولي العهد,الحسين بن عبدالله الثاني,التدريب المهني,التنمية المستدامة,خدمة العلم
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - كتب المهندس مازن إبراهيم أبو قمر

تشرفت بحضور لقاء سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني إلى جانب مجموعة من النخبة الشبابية في محافظة إربد وشكل هذا اللقاء محطة بالغة الأهمية بما حمل من روح ودية ومساحة حوارية واسعة أتاحت للشباب التعبير عن آرائهم وتطلعاتهم بحرية ومسؤولية كما عهدنا، إذ تولي القيادة الهاشمية فئة الشباب مكانة مركزية وتعتبرهم الركيزة الأساسية في مسيرة بناء الوطن وصون مستقبله.

تميز حديث سمو ولي العهد بكونه أقرب إلى خطاب مباشر وصريح يتجاوز الطابع الرسمي، إذ خاطب الشباب بروح الأخ القريب من همومهم وطموحاتهم وقد ركز سموه على قضايا جوهرية تتعلق بفرص العمل والتدريب المهني والتقني وكذلك تمكين الشباب وبناء قدراتهم وإتاحة المساحة الكافية لهم للمشاركة الفاعلة في كافة قطاعات التنمية بإضافة إلى أهمية صقل شخصية الشباب وتعزيز روح الانتماء والانضباط من خلال برامج وطنية هادفة.

أما إعلان سموه قرب إعادة تفعيل برنامج خدمة العلم، فقد جاء مؤكدا الرؤية الاستراتيجية التي تتبناها الدولة تجاه شبابها إذ لم يطرح القرار كإجراء إداري أو مشروع مؤقت وإنما باعتباره استثمارا وطنيا طويل الأمد في طاقات الشباب وإسهاما مباشرا في تعزيز الأمن الوطني الشامل، فالبرنامج يجمع بين التدريب العسكري والانضباط.

لمسنا خلال اللقاء أن سمو ولي العهد يستمع بإصغاء ويناقش بعمق ويمنح الثقة بأن أصوات الشباب مسموعة وأفكارهم قابلة للتنفيذ ضمن مشروع التحديث الوطني الشامل وهذا بدوره عزز القناعة لدى الحاضرين الذين بدت عليهم علامات الإيجابية بأن الأردن يسير بخطوات ثابتة نحو مستقبل أكثر إشراقا ما دامت القيادة تؤمن بقدرات شبابها وتضعهم في قلب عملية الإصلاح والتطوير.

إن إعادة خدمة العلم كما طرحها سمو ولي العهد لا تقتصر على تعزيز الجاهزية الوطنية، بل تشكل مدرسة متكاملة في الانتماء والمسؤولية والانضباط، كما تفتح المجال أمام الشباب ليكونوا جزءا من منظومة وطنية متماسكة قادرة على مواجهة التحديات الداخلية والإقليمية على حد سواء.

وفي حديثي لسمو ولي العهد تحدثت كمختص في القطاع الزراعي وباحث في مجال الاقتصاد الأخضر عن الأهمية الاستراتيجية للقطاع الزراعي ودوره المحوري في التنمية الوطنية الشاملة، فالزراعة ليست نشاطا محدودا وإنما هي رافعة أساسية للأمن الغذائي الوطني وركيزة من ركائز التحديث الاقتصادي ومنصة عملية لتمكين الشباب وفتح آفاق التشغيل واستثمار الفرص الضائعة.

وقد أوضحت أن القطاع الزراعي يمتلك القدرة على إيجاد فرص تنموية واعدة، وخاصة في مناطق الأطراف والمناطق المهمشة حيث تتوافر ميزات نسبية غير مستغلة، وإذا ما جرى الاستثمار فيها عبر مشاريع زراعية مبتكرة قائمة على التقنيات الحديثة مثل الزراعة الذكية وإدارة الموارد المائية بكفاءة، فإنها قادرة على خلق قيمة مضافة حقيقية وتوليد فرص عمل تسهم في الحد من البطالة التي تثقل كاهل الشباب الأردني.

كما أشرت أن القطاع الزراعي في منظومة التحديث الاقتصادي يتجاوز مفهوم الإنتاج ليقوم على بناء نموذج متكامل يعتمد على سلاسل القيمة الزراعية وسلاسل التوريد، وهنا يبرز دور الاقتصاد الأخضر الذي ينسجم مع التوجهات العالمية في التكيف مع التغير المناخي وترشيد استهلاك الموارد وتعزيز التنمية المستدامة وهو ما يمنح الأردن موقعا تنافسيا في الأسواق الإقليمية والدولية.

وانطلاقا من أهمية القطاع الزراعي تقدمت بمقترح استحداث غرفة زراعة الأردن لتكون مظلة مؤسسية متخصصة تعنى بوضع السياسات الزراعية الاستراتيجية وتخطيط القطاع وفق رؤية واضحة، كما تعمل على الدفاع عن مصالح المزارعين والعاملين فيه والمساهمة في صياغة التشريعات الوطنية ذات الصلة بما يضمن تعزيز الإنتاجية الزراعية واستدامتها، إن استحداث هذه الغرفة سيمنح القطاع الزراعي صوتا مؤسسيا قادرا على التأثير في القرارات الاقتصادية الوطنية ويعزز الشراكة بين الدولة والقطاع الخاص .

أضفت أيضا أن أهمية القطاع الزراعي لا تنحصر في بعده المتعلق بالأمن الغذائي وإنما تمتد إلى أبعاده التنموية والاجتماعية إذ يساهم في تعزيز مشاركة المرأة والشباب في سوق العمل، ومن هنا فإن الاستثمار في القطاع الزراعي يعني الاستثمار في الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للأردن.

إن لقاء سمو ولي العهد مع الشباب لم يكن مجرد فعالية عابرة، بل كان حدثا يعكس بوضوح أن الأردن يمتلك رؤية قيادية تستثمر في طاقات شبابه وتعمل على ترجمتها إلى برامج عملية قابلة للتنفيذ وتمنحهم موقعا محوريا في صياغة مستقبل الوطن.


مدار الساعة ـ