أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات أسرار ومجالس مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة جامعات دين مغاربيات خليجيات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة الأسرة طقس اليوم

الضمور تكتب: العمل.. عبادة وطريق إلى الجنة


الدكتورة هند جمال الضمور

الضمور تكتب: العمل.. عبادة وطريق إلى الجنة

مدار الساعة ـ

منذ فجر التاريخ، ارتبط العمل بقيمة الإنسان في مجتمعه وبمكانته عند خالقه. فالإسلام لم ينظر إلى العمل على أنه مجرد وسيلة للرزق وكسب العيش، بل اعتبره عبادة خالصة إذا اقترنت بالنية الصادقة والإخلاص. فجاء في الحديث الشريف: "ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده"، دلالة على أن العمل الشريف رفعة للنفس ومفتاح للكرامة.

في القرآن الكريم آيات كثيرة تؤكد أن السعي والجد والاجتهاد من سنن الحياة، يقول تعالى: "فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله" [الجمعة:10]، إشارة واضحة إلى أن العبادة لا تنفصل عن العمل، وأن المسلم مدعو ليوازن بين أداء حق الله وحق الحياة.

العمل في جوهره ليس مجرد جهد بدني أو عقلي، بل هو بناء للنفس وللمجتمع، ورسالة أمانة يؤديها الإنسان على هذه الأرض. وقد ربط الإسلام بين العمل والجزاء الأخروي، فالذي يتقن عمله ويخلص فيه يرضي الله، ويُكتب له أجرٌ عظيم قد يبلغ به الجنة. فالطريق إلى رضوان الله ليس بالعبادات الشعائرية وحدها، بل بصدق المعاملة، والعدل في الميزان، والأمانة في الكلمة والفعل.

وفي واقعنا اليوم، تزداد الحاجة لإحياء هذه القيم، فالموظف الذي يتقن عمله، والمعلم الذي يربي الأجيال بإخلاص، والعامل الذي يكد بعرقه، كلهم في ميزان الله مجاهدون في سبيل الخير، ما دام عملهم بنية صالحة وبعيدًا عن الغش أو التقصير.

إن خلاصة الأمر أن العمل ليس مجرد وسيلة للعيش، بل هو طريق ممهد إلى الجنة، حين يكون الإنسان فيه صادقًا، أمينًا، ومجتهدًا، مستحضرًا أن كل جهد يبذله إنما هو عبادة لله ووفاء لحق المجتمع والوطن.

مدار الساعة ـ