مدار الساعة - إبراهيم السواعير -تأتي متابعة وزير الثقافة مصطفى الرواشدة اليوم الخميس، في زيارته لقضاء الجفر؛ لتدشين مكتبة في بلديتها، استكمالًا لزيارته الأولى للقضاء، ولمتابعة الجولة الأولى للوزير في الجفر؛ نحو إنشاء بلدية يؤمل منها أن تكون جاذبةً للفعل الثقافي والقرائي، وتكون مركز تنوير ثقافي يفيد ويتخلل مجتمع القضاء التابع لمحافظة معان، بحسب مدير مديرية ثقافة معان الدكتور يوسف الشمري.
وتنطلق رؤية الوزير من أهمية زيارة المناطق النائية وفق توجيهات جلالة الملك لحكومة الدكتور جعفر حسان، بتوزيع مكتسبات التنمية على الجميع، لتنفيذ هذه التوجيهات بأعمال مهمة وحيويّة، كإنشاء مكتبات في البلديات؛ خصوصًا وقد زار وزير الثقافة قبل فترة منطقة البادية الشمالية الشرقية من محافظة المفرق، ودشّنت الوزارة في فترات متتابعة مكتبات في مناطق بعيدة عن القصبة في المحافظات. ويؤمل من مكتبة الجفر، كما قال الدكتور الشمري، أن تكون بذرةً في المنطقة يتم البناء عليها ليرتادها شباب وشابات، فتشكّل تجمعًا ثقافيًّا وحضاريًّا يستقون منه الفنون والثقافة، ويعبّرون فيه عن إبداعاتهم، وهذا ما يعكس رؤية الدولة الأردنية وتوجهها في الاهتمام بالأطراف والمناطق النائية، لتظلّ المكتبات، وكما ركّز وزير الثقافة دائمًا، في إنشائها وزيارتها والوقوف على احتياجاتها والاطمئنان على سير عملها وما تستقطبه من جمهور، رافدًا للتغيير الإيجابي من خلال ترسيخ عادة القراءة والمعرفة والاطلاع. ويمكن للبلديات، بما لها من دور مهم في هذا المجال، أن تكون بالفعل معززًا حقيقيًّا للثقافة؛ ذلك أنّ البلدية في أي منطقة هي مؤهلة لأن تكون، وعلاوةً على عملها الاعتيادي، نقطة جذب ثقافي معرفي، بما فيها من كتب ترفدها بها وزارة الثقافة والجهات الأخرى لإغناء الذائقة؛ خصوصًا وأنّ وزارة الثقافة لديها مشاريع كثيرة، بحسب الشمري، من ضمنها مشروع مكتبة الأسرة الأردنيّة (مهرجان القراءة للجميع)، الرافد الحقيقي لمقتنيات المكتبات في هذه المناطق.وقد دأبت وزارة الثقافة على إطلاق مشروع مكتبة الأسرة الأردنيّة في منطقة ذات دلالة تاريخية أو رمزية ثقافيّة، كمشروع ينطلق بالتزامن في جميع المحافظات.ربما تختار الجفر، كمكان لإطلاق هذا المشروع الكبير في دورته لعام 2005، وربما تكون منطقة أخرى مماثلة في الدلالة والرمزية، كمنطقة الرويشد مثلًا، وكلّ هذا يحمل دلالات مهمة تؤكد اهتمام الدولة، ممثلةً بوزارة الثقافة لتنشيط القطاع الثقافي، وفتح آفاق العمل فيه، وهذا ينعكس إيجابًا على أهل المنطقة في فتح آفاق التعبير والإبداع في مواقعهم؛ فمكتبة الجفر، إضافةً إلى مركز الأمير حسين الثقافي في معان، الذي تابعته الوزارة خطوة بخطوة ويستقطب اليوم أعدادًا مبشرة من المثقفين والشباب والكتاب والفنانين، وتقام فيه نشاطات عديدة لمدينه معان وجوارها،.. تمثّل تطبيقًا واعيًا لاستراتيجيّة الثقافة التي تعمل عليها الوزارة في الكثير من البرامج والمشاريع.ولا شكّ بأنّ تدشين مكتبة في الجفر، كما يقول الدكتور الشمري، يؤكد ما لها من صبغة تاريخية لدى أهل المنطقة، ولدى الأردنيين والمحافظة على وجه العموم، كما يؤكّد حرص وزير الثقافة مصطفى الرواشدة على أنّ الثقافة لا تتركز فقط في مركز العاصمة أو القصبة في المحافظات، بل هي حقّ وطني ومستدام.'مكتبة الجفر'.. خطوة رائدة لتطبيق استراتيجية الثقافة في المحافظات

مدار الساعة ـ