أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة جامعات دين مغاربيات خليجيات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة الأسرة طقس اليوم

التل يكتب: الأردن في مواجهة أوهام 'إسرائيل الكبرى'


المحامي محمد مروان التل

التل يكتب: الأردن في مواجهة أوهام 'إسرائيل الكبرى'

مدار الساعة ـ

أكد رئيس الوزراء الأردني الدكتور جعفر حسان خلال لقائه نظيره اللبناني نواف سلام أن ما يسمى "إسرائيل الكبرى" ليس سوى وهم يعيش فيه المتطرفون في الكيان الصهيوني، وأن إسرائيل باتت اليوم منبوذة، معزولة، ومحاصرة نتيجة سياساتها العدوانية، وهذا التصريح يعكس إدراك الأردن المبكر لحجم الخطر الذي تمثله المطامع الصهيونية، ليس على الأردن وحده بل على الأمن القومي العربي بأسره، فمشروع “إسرائيل الكبرى” ليس مجرد شعار سياسي، بل تعبير عن نزعة آيديولوجية توسعية تهدد الأرض والهوية والسيادة في المنطقة.

لقد كانت ردة الفعل الأردنية كما عهدناها دوماً حازم وسابقة للحدث وذلك بالعمل على تمتين الجبهة الداخلية وتعزيز مناعة الدولة، من خلال الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي شهدتها المملكة مؤخرًا عبر تبني مخرجات لجنتي ( تحديث المنظومة السياسية و التحديث الاقتصادي) والتي بدأت نتائجها تتبلور على أرض الواقع، سواء بتنشيط الحياة السياسية أو بتحفيز الاقتصاد وتوسيع دائرة خلق فرص العمل، كما شكلت خطوة إعادة تفعيل خدمة العلم الإلزامية رسالة واضحة بأن الأردن يعدّ شبابه ليكونوا في طليعة حماية الوطن وترسيخ قيم الانتماء والانضباط لديهم.

وفي موازاة ذلك، رسّخت القيادة الهاشمية ممثلة بالملك عبد الله الثاني وولي العهد الأمير الحسين مواقف ثابتة في الدفاع عن الأردن وعن قضايا الأمة العربية، ورفض الخضوع لغطرسة الاحتلال الإسرائيلي، ويبرز ذلك جلياً من خلال الموقف الأردني من حرب الإبادة على غزة، حيث وقف الأردن شامخًا في مواجهة العدوان وفضح جرائم الاحتلال في المحافل الدولية، إلى جانب دوره الإنساني البارز من خلال الجسر الجوي وإرسال المساعدات والمستشفيات الميدانية لدعم الشعب الفلسطيني الصامد،

لقد كانت المواقف الإسلامية و العربية المستنكرة لهذه المطامع جدار الإسناد الذي يتكئ عليه الأردن في تصديه للمساعي الاسرائيلية للسيطرة على المنطقة ، من منطلق واضح للجميع يشي بأن هذا المشروع لا يستهدف دولة بعينها بل الأمة كلها، وأن التصدي له مسؤولية عربية جماعية يكون الأردن في طليعتها.

إن المنطقة اليوم أمام مشروعين متناقضين، مشروع يهدف إلى بسط السيادة والعدالة والحفاظ على الاستقرار وضمان حرية الشعوب وحقوقها، ومشروع آخر يقوم على استدامة الصراعات والحروب وتوسعتها،

و لقد اختار الأردن بوضوح كما ذكر دولة الرئيس أن يكون في صدارة المشروع الأول، مشروع الاستقرار والسيادة، مستندًا إلى صلابة جبهته الداخلية وإصلاحاته العميقة ومواقفه القومية الراسخة وإسناد محيطه العربي، وهكذا يواجه الأردن أوهام “إسرائيل الكبرى” بواقع عربي صلب وإرادة لا تلين.

مدار الساعة ـ