هي الهيبة والفخر تحل على المجلس مع أولى خطوات الأمير الحسن بن طلال دخولاً الى المدرج في عمادة شؤون الطلبة في الجامعة التي تحمل اسم أغلى الرجال شقيقه الملك الحسين المعظم، تشرفت أن أكون ضمن الطلبة الحاضرين للقاء سيدي أبا راشد رائد عربي في الفكر والتطوير والتنمية، وكما قال سموه بالأمس لمقدم الجلسة " رجاءًا لا تعرف عني"، وسأحاول في هذه الكلمات التعبير فقط عن مشاعر فخر وعزم اختزنت داخلي خلال اللقاء.
كان من كلام سمو الأمير ذاك يوم شيءٌ عن القدوة؛ وهو القدوة بالنسبة لي فالشخصية الهاشمية المعاصرة تلك المتجهة للثقافة والعلم بكليتها عند النظر اليها مع هيبة العمر أرى أنه هو المثل الأعلى في خارطة الطريق الأصح، وهو طريق مجهد فيه من التعب والتحدي ما فيه وفيه من الأنفة والعز ما فيه. أبرز ما تطرق له سمو الأمير في الجلسة الشاملة تلك الرسائل للشباب الواعي والحاضر بكُلّيته، الدقيق بمتابعته، تعلمنا بالأمس أن الهوية أساس التقدم وأن إدارتنا لمواردنا الطبيعية هو أمثل اختبار لمواطنتنا وأن صمود واستقرار الأردن في وسط المشرق العربي صمام أمان. كانت الرسالة من سمو الأمير لنا نحن الشباب واضحة وهو عتاب كريم، ففي غياب الخطاب الشبابي الأردني نبقى على مسافة من إظهار الميزة الأردنية وهذا هو الطريق لنجاح الأولوية المطلقة المحمولة على عاتقنا جميعاً وهي الحفاظ على صحة الأسرة الأردنية، فكلنا مسؤول، سألت نفسي وهل مجتمعنا يعي مسؤوليته، وتلك الفئة التي لم تصل بوعيها الى أنها جزء مهم من تكوين هذا الوطن، وأن الوطن؛ نعم، ينتظر منهم أن يتقدموا به وإلا كانوا كمن كانت له أرض فتنعم في خيرها وأكل من ثمرها ولم يتعهدها بالرعاية والصيانة؛ فهل سيستمر بالنعيم من خيرها؟. وقر في قلبي أحد المصطلحات التي وجه بها سمو الأمير تفكيري لمنطقة أشمل وهو "الاستقلال المتكافل" الذي يمهد للوسطية تطبيقاً عملياً بتفاصيلها المجتمعية، فالتكافل والخيرية لها معاني أسمى وأخص وأعمق من تلك التي ننادي بها بعموم الصورة كم نحتاج لتوازن التكافل في مجتمعنا، وأقر بأهمية النداء الذي توجه به سمو الأمير الى الجامعات الأردنية بإنشاء مركز متخصص لدراسة ومتابعة أحداث الساعة لما له من أهمية لا ندركها الآن بسبب التأخر في سماع صوت العالم وتطوراته في شتى المجالات عوضًا عن المفهوم الفارغ (التريند) اليوم. لا ينتهي استقاء العلم والجمال من كلمات سمو الأمير الحسن، القامة الهاشمية الفكرية وودت عدم انتهاء الجلسة ولو استمرت للمغيب، كم كنت أود أن أحدث سمو الأمير عن تلك الأفكار التي بدأت بتنفيذها متأثرًا به وساعيًا لأكون فاعلًا في وطن كبير يستحق الكثير، والله أسأل أن يمدّ سموه بوافر وتمام الصحة والعافية.
الزاهري يكتب: سمو الأمير الحسن.. سموٌ عالٍ حسن
مدار الساعة ـ