مدار الساعة - كتب الأستاذ الدكتور حميد البطاينة (رئيس منتدى الأردن لحوار السياسات)
لم تكن كلمة دولة فيصل الفايز، رئيس مجلس الأعيان، في حفل تخريج طلبة كلية توليدو الأهلية في إربد، مجرد تهنئة أكاديمية، بل جاءت محملة برسائل سياسية تعكس إدراكه لحساسية اللحظة الوطنية ، ففي محيط إقليمي متوتر، شدد الفايز على أن صلابة الأردن لا تستمد فقط من مؤسساته بل من جبهته الداخلية التي تتعزز بالالتفاف حول القيادة الهاشمية.هذا التأكيد لم يكن ترديداً لشعار مألوف، بل تثبيتناً لمعادلة واضحة _أي تشكيك في مواقف الأردن القومية الثابتة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، لا يعد اختلافاً مشروعاً، بل استهدافاً مباشراً لأحد أعمدة الاستقرار الوطني ودوره الريادي في المنطقة.اللافت ان الفايز اختار أن يوجه خطابه إلى الشباب فهو يدرك أن الوطنية ليست حالة وجدانية أو مجرد شعارات، بل التزام عملي: حماية السلم الأهلي، الانخراط في العمل التطوعي، المساهمة في التنمية الاقتصادية، والمشاركة الواعية في الحياة السياسية وهنا يبرز دور منتدى الأردن لحوار السياسات بوصفه منبراً قادراً على تحويل هذه الرسائل إلى رؤى عملية، وإعطاء الشباب مساحة لتعبير منظم عن تطلعاتهم، ومساهمتهم في صياغة بدائل وحلول واقعية.من زاوية أخرى، فإن الخطاب يكشف عن إدراك متزايد بأن التحديات المقبلة لا يمكن مواجهتها بالخطاب وحده، بل بالعمل الجماعي بروح التشاركية فشباب اليوم بوعيهم وقدرتهم على النقد والابتكار هم السند الحقيقي للجبهة الداخلية، شرط أن يتاح لهم الهامش الكافي للمبادرة والمشاركة.إنها ليست كلمات عابرة في مناسبة جامعية، بل تذكير بأن المستقبل الأردني مرهون بمدى قدرتنا على تحويل وحدة الصف من شعار سياسي إلى برنامج عمل شبابي ومجتمعي متكامل ، وهنا تتضح أهمية الجهود التي يدفع بها منتدى الأردن لحوار السياسات وغيره من المنابر الفكرية، لتأطير النقاش العام وإعادة إنتاجه في صورة سياسات وتوصيات عملية .. فالوحدة الوطنية ليست مجرد شعور جمعي، بل مشروع يومي يكتمل حين يشارك فيه الجميع، وعلى رأسهم الشباب، شركاء لا متلقين للخطاب.فيصل الفايز.. الشباب والجبهة الداخلية: قراءة في خطاب المرحلة

مدار الساعة ـ