أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات جامعات مغاربيات خليجيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة الأسرة طقس اليوم

ما لم يُقَلْ عن جولات الرئيس


علاء القرالة

ما لم يُقَلْ عن جولات الرئيس

مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ

منذ اللحظة الأولى لتشكيل الحكومة، بدا واضحًا أن رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان اختار ألا يبقى خلف المكاتب، مقررا الذهاب للميدان، إلى حيث المواطن والمشاكل والاحتياجات الفعلية ليسمع ويرى ويقرر على أرض الواقع، بعيدا عن الوسطاء والجدران العازلة، فما أهمية جولات الرئيس الميدانية؟.

93 جولة ميدانية منذ توليه المسؤولية، أي بواقع جولة كل يومين، غير ان ما كان يميز هذه الجولات أنها لم تكن زيارات بروتوكولية أو استعراضا للكاميرات، بل نهج عمل يومي يهدف إلى استعادة الثقة بين الحكومة والمواطن، وإعادة تشكيل العلاقة على أساس من المسؤولية والشفافية والنتائج الملموسة.

النتائج الواردة في التقرير الصادر عن الحكومة تعكس حجم العمل على أرض الواقع. فخلال هذه الجولات تم تفقد 93 موقعا في مختلف محافظات المملكة، نتج عنها 242 إجراءً تنفيذيا، وانجز155 منها، فيما لا يزال العمل جاريا على تنفيذ 87 إجراء آخر، وهذه الأرقام لا تعكس فقط حجم التفاعل، بل تشير بوضوح إلى إرادة فعلية للتغيير والاستجابة لدى هذه الحكومة.

القطاعات التي شملتها الجولات الميدانية لرئيس الوزراء والوزراء هي الأكثر تماسا مع المواطنين، بدءا من الصحة والرعاية الاجتماعية، مرورا بالخدمات المحلية والتعليم والتدريب المهني والشباب، ووصولا لقطاع السياحة والقطاعات الإنتاجية، ما يعكس شمولية النظرة ووضوح الأولويات، وجميعها مرتبطة مباشرة برؤية التحديث الاقتصادي.

هذه الجولات، وما تبعها من إجراءات ملموسة، لم تكن فقط للإصلاح أو التطوير، بل تؤسس «مرحلة جديدة» من الحوكمة الميدانية، حيث يبنى القرار على المعاينة المباشرة، وتنبع الحلول من الواقع، وتكون الرقابة حية لا ورقية، وكما تمثل «رسالة» سياسية واقتصادية واجتماعية تؤكد للمواطنين أن الحكومة لا ترى في موقعها مكانا أعلى من الشعب، بل تعتبر نفسها شريكا ومسؤولا مباشرا أمام المواطنين، ومؤتمنة على مستقبلهم.

خلاصة القول، إن كانت الثقة قد تراجعت في سنوات سابقة بفعل غياب الفعل الجاد أو تأخر الإنجاز،فإن هذا النهج القائم على الحضور والتدخل والمتابعة وتحقيق النتائج، يعيد بناء تلك الثقة حجر فوق حجر،كما يؤسس لحالة جديدة من التواصل الفعال بين الدولة ومواطنيها،تقوم على العمل لا الكلام، والحقائق لا الوعود وكل هذا تلبية للتوجيهات الملكية الرامية لتفعيل هذه الجولات الميدانية كأداة مهمة للتنفيذ والمتابعة.

مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ