أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية شهادة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف جامعات خليجيات دين مغاربيات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة الأسرة طقس اليوم

سماوي: مهرجان الفحيص رسالة محبة للأردن والعرب والعالم

مدار الساعة,أخبار ثقافية,وزير الثقافة,الملك عبدالله الثاني,الحسين بن عبدالله الثاني
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - إبراهيم السواعير - يبدو أنّ الوعي والاستنارة والعلاقة الحميمة مع المكان، وتأكيد دور الثقافة والفكر والفنون في تعزيز الهوية الأردنيّة، جميعها كانت مفردات ميّزت كلمات حفل افتتاح مهرجان الفحيص للثقافة والفنون في دورته الثانية والثلاثين لهذا العام؛ فمن كلمة وزير الثقافة المؤثرة، إلى كلمة مدير المهرجان أيمن سماوي، الذي عبّر عن "مهرجان تجتمع في حفل افتتاحه الأرواح قبل الأجساد، والقلوب قبل الكلمات؛ مهرجان لم يكن يومًا مجرّد احتفالٍ عابر أو مناسبة وقتية تنقضي بانقضاء لياليه؛ بل هو ذاكرة وطن، ومرآة حضارة، ومنبر ثقافة يلتقي فيه الماضي العريق بالحاضر المتجدد؛ فمنذ انطلاقته الأولى حمل رسالةً سامية هي أنّ الأردن أرضٌ للسلام، وموئلٌ للإبداع، ومنبرٌ للثقافة والفنّ والفكر.".

وفي حفل افتتاح المهرجان، الذي حظي بحضور قامات وطنية وجمع غفير من الفنانين والمثقفين والعائلات الفحيصية والأردنية والعربية والضيوف العرب والأجانب، أكّد سماوي أنّ المهرجان، وهو يفتح أبواب الفحيص الجميلة للعالم أجمع، يعطينا مدىً لنعرّف بتاريخها وجذورها، ونضيء على إنجازاتها وحاضرها؛ "إذ نجتمع هنا في هذا المكان الذي يطلّ على تاريخٍ ممتدٍّ عبر آلاف السنين من آثار وحجارة وأديرة وكنائس، لنقول للعالم إنّ هذه الأرض كانت، وما زالت، ملتقىً للحضارات، وملتقىً للقلوب".

وأكد سماوي مواصلة مهرجان الفحيص لهذا العام رسالته في دعم الإبداع بكل أشكاله في الموسيقى والغناء والشعر والمسرح والمعارض والفنون التشكيلية والحوارات الثقافية، ليكون مساحة يلتقي فيها الفنان مع جمهوره، والمثقف مع قرائه، والإنسان مع ذاته؛ باعتباره رسالة محبة من الفحيص إلى الأردن كلّه، ومن الأردن إلى الوطن العربي، ومن العرب جميعًا إلى العالم.

وتابع سماوي تأكيده ما يحمله المهرجان من ثقافة وفكر، بقوله "إنّ الثقافة ليست ترفًا، بل ضرورة، والفن ليس زينةً بل هوية، والمهرجانات ليست فرحًا فقط، بل هي وعيٌ وذاكرة ومسؤولية؛ ومن هنا فإنّ مهرجان الفحيص يحمل على عاتقه مسؤوليةً مزدوجة في أن يصون تراثنا الأردني والعربي، ويفتح نوافذ جديدة على المستقبل يقدم فيها للأجيال الشابة فرصةً للتعبير والإبداع، ويمنحهم الثقة بأنّ صوتهم مسموع، وحلمهم ممكن".

وتحدث سماوي عن تحديات هذه الدورة من دورات المهرجان؛ حيث "يزداد عطش الناس للثقافة التي توحّد ولا تفرق، وتضيء ولا تطفئ، وتبني ولا تهدم، والسعي لأن يكون مهرجان الفحيص جسرًا للمحبة بين أبناء الوطن الواحد، وجسرًا يمتد من الأردن إلى كلّ بقعة في العالم، يحمل رسالة السلام التي آمن بها هذا البلد منذ تأسيسه".

وأكّد سماوي روعة مهرجان الفحيص وجماليّة أن يستند إلى روح المكان؛ باعتبار الفحيص مدينة لها خصوصيتها، وصنعت مجدها بالعمل والكد، وحافظت على إرثها؛ فكانت نموذجًا للتعايش والمحبة والوحدة الوطنية.

وقال" في شوارعها القديمة، وكنائسها العريقة، وحجارتها المضيئة، تتجسد قصة الأردن الكبير، قصة الإنسان الأردني الذي أحبّ أرضه، وحافظ على هويته، وبنى حاضره بعرقه وجهده".

وأكد سماوي أنّ نجاح مهرجان الفحيص لم يكن ليكتمل لولا دعم الدولة الأردنية ومؤسساتها، ورعاية قيادتنا الهاشمية الحكيمة التي وضعت الثقافة والفن في قلب مشروع نهضة وطنية؛ قائلًا" في عالمٍ مليء بالاضطراب، يبقى الأردن واحة استقرار، وأرض أمان؛ وهذا ليس قدرًا سهلًا، بل ثمرة حكمة قيادة هاشمية رشيدة حملت على عاتقها بناء دولة قوية متوازنة تعلي من شأن الثقافة، وتؤمن بدورها في صناعة المستقبل".

وتابع سماوي " لقد جعل الأردن من الثقافة جسرًا يربط أبناءه، ومن الفن مرآة تعكس صورته المشرقة أمام العالم، ومهرجان الفحيص هو واحدٌ من هذه الجسور المضيئة التي تعزز مكانة الأردن بلدًا يصون تراثه ويواكب في الوقت ذاته معطيات الحداثة، بلدًا صغيرًا بحجمه كبيرًا برسالته، متجذرًا بتاريخه، متجددًا بشبابه وإبداعه".

وأزجى سماوي في كلمته التحية لكل من ساهم في استمرار مسيرة المهرجان، وللفنانين الذين حملوا رسالة الفن بصدق، والمثقفين الذين أثروا الحوار، والمتطوعين الذين عملوا بصمت، والرعاة والداعمين الذين آمنوا بأنّ الثقافة تستحق الاستثمار.

وقال "أنتم جميعًا شركاء في صناعة هذا الفرح الوطني، كما لم يكن ليكتب له الاستمرار لولا جهود أبناء الفحيص جميعًا الذين فتحوا بيوتهم وقلوبهم، ولولا حضوركم الكريم الذي يمنح المهرجان معناه الحقيقي".

وأضاف "نحن اليوم لا نفتتح مجرد مهرجان، بل نفتتح مساحة جديدة للحلم بأن يبقى الأردن منارة ثقافية، وتبقى الفحيص قلبًا نابضًا بالحب والعطاء، ويخرج كلّ زائر من هنا وهو أكثر تعلقًا بهذه الأرض، وأكثر إيمانًا بأنّ الثقافة قادرة على أن تجمعنا مهما اختلفت لغاتنا وأفكارنا؛ فلنفرح اليوم بالفن الذي يجمعنا، ولنعانق الأمل الذي يضيء دروبنا، ولنجعل من هذه الدورة لوحةً جديدةً تضاف إلى ذاكرة الوطن".

وختم سماوي بتأكيده نعمة الأمن والاستقرار التي يحظى بها الأردن في ظل القيادة الهاشمية لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني.


  • Madar Al-Saa Images 0.6172637562841274
  • Madar Al-Saa Images 0.8089031020396253
  • Madar Al-Saa Images 0.9105337523072629
مدار الساعة ـ