حين ينادي الوطن أبناءه يكون النداء مختلفًا عميقًا يوقظ فيهم جذور الانتماء ويزرع في قلوبهم الفخر، وفي زمن تتسارع فيه التكنولوجيا وتتزايد فيه التحديات، تأتي خدمة العلم لتكون أكثر من مجرد التزام، إنها بوابة حقيقية تمنح شباب الأردن الانضباط والثقة والمهارة وتحوّل حماسهم إلى قوة بنّاءة قادرة على مواجهة الحاضر وصناعة الغد.

خدمة العلم اليوم لم تعد حكرًا على التدريب العسكري وحده، بل غدت مشروعًا وطنيًا متكاملاً يجمع بين الانضباط والقيم الوطنية من جهة، وبين التأهيل المهني والتقني من جهة أخرى. إنها التجربة التي تمزج بين الأصالة الأردنية والحداثة الرقمية لتصنع جيلًا مؤهلًا واعيًا وقادرًا على المنافسة في عالم لا يعترف إلا بالكفاءة والإبداع.

وانطلاقًا من الرؤية التي يقودها سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، التي تعكس إدراكًا عميقًا لاحتياجات الشباب في هذا العصر، فهو يؤمن أن الاستثمار في الشباب ليس خيارًا بل ضرورة، وأن خدمة العلم هي المنصة المثالية لبناء قادة المستقبل الذين يتقنون التكنولوجيا بقدر ما يحملون في قلوبهم من انتماء وولاء.

اليوم، ومع القرارات الجديدة بإعادة تفعيل البرنامج مطلع عام 2026، تُمنح للشباب فرصة ذهبية للانخراط في تجربة تجمع بين التمرس العسكري والتأهيل المهني. إنها ليست مجرد مرحلة عابرة، بل مدرسة حياة تعزز روح الفريق وتغرس الانضباط وتفتح أبوابًا رحبة لسوق العمل.

إن خدمة العلم ليست مجرد مرحلة عابرة في حياة الشباب، بل هي استثمار حقيقي في حاضرهم ومستقبلهم، فهي تصقل شخصياتهم وتمنحهم الانضباط والوعي والقدرة على مواجهة التحديات. واليوم، مع الرؤية الثاقبة لولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، تصبح هذه الخدمة منصة وطنية تجمع بين قوة الانتماء وروح الإبداع لتجعل من شباب الأردن ركيزة صلبة لوطن يفتخر بهم.