أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مختارة تبليغات قضائية مقالات أسرار ومجالس مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة جامعات دين مغاربيات خليجيات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة الأسرة طقس اليوم

حسن البراري لـ عبدالله النسور: لم نسمع رواية الجنرال الذهبي

مدار الساعة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,رئيس الوزراء,دائرة المخابرات العامة
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - كتب: الدكتور حسن البراري - يبدو أن دولة الدكتور عبدالله النسور المحترم اكتشف فجأة أنه لديه حكايات مخبأة في الأدراج منذ 2007، فخرج علينا برواية أنّه لم يترشّح للانتخابات بأمر من الجنرال محمد الذهبي الذي كان حينها مديراً للمخابرات العامة. مع بالغ التقدير لدولة النسور إلا أنني لا أفهم لماذا لم يثر القصة حينها عندما كان الذهبي مديراً للمخابرات، ثم أننا لم نسمع رواية الجنرال الذهبي عن الحادثة بعينها.

قد يكون كلام دولة عبدالله النسور صحيحاً، وقد يكون غير ذلك، لكن ما أفهمه أن ثقة المواطن الأردني وفقاً لاستطلاعات متعددة في دائرة المخابرات العامة تجاوزت 90% بينما معدل ثقة المواطن الأردني في حكومات النسور أقل من 40%. ثم مصلحة مَن بالضبط أن يضرب جهاز أمني حمى الأردن في أصعب الظروف، وخصوصًا في عهد محمد الذهبي الذي جاء بعد تفجيرات الفنادق، وفي زمانه لم يسجل أي اختراق أمني واحد؟ هل ننسى التاريخ سريعًا كي نصنع بطولات على حساب من دفعوا ثمن السهر لحماية البلد؟

ربما نسي دولته أن يحدثنا عن انقلابه المدهش، كيف انتقل من نائب "معارض شرس" يحجب الثقة وينتقد البرنامج الاقتصادي، إلى رئيس وزراء مؤمن ومتحمّس للبرنامج نفسه بمجرد أن جلس على الكرسي في الدوار الرابع؟ ما هذا السحر الذي تحمله مقاعد الدوار الرابع؟ ثم لماذا لا يتفضل علينا دولته بشرح بسيط عن كيف أن حكوماته التي شكلها أضافت مليارات الدولارات إلى الدين العام، بينما كل المؤشرات الاقتصادية تراجعت في عهده؟ أهي مؤامرة من الأرقام أيضًا أم من دائرة المخابرات العامة؟!

البودكاست الذي استضاف رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عبدالله النسور كان ناجحاً، وبخاصة أن من يقدمه هو مثقف بحجم الدكتور محمد أبورمان، لكن ايضا كنت أرغب في سماع القصة كاملة غير منقوصة لا بانتقاء روايات وعزلها عن سياقها وسأكتفي هنا لأنني أحترم الرجل.

سافرت لندن مرة وكنت بالطائرة بجانب الجنرال علي شكري، وركبنا بنفس السيارة من مطار هيثرو إلى موقع المؤتمر في تشاتم هاوس. حاولت أن احتال على الباشا ليقول لي شيئاً عن لقاءات الملك حسين رحمه الله بالاسرائيليين إلا أن الرجل كان يتحدث بشكل لا يمكن التقاط كلمة واحدة، وعندما قلت له إن الملك رحمه الله تحدث عنها في مقابلة مع آفي شلايم ونشرها الأخير في مقالة مطولة في الجارديان البريطانية عام 1996 قال لي إنه كاتم أسرار الملك ونقطة أول السطر.

بعدها بفترة، دعاني الصديق العزيز الدكتور عمر الجازي على افطار رمضاني في مزرعة العائلة في منطقة الرمان على طريق جرش، وكان من المدعوين على الافطار دولة سمير الرفاعي ودولة المرحوم زيد الرفاعي. تحايلت على الحضور لأجلس بجانب زيد الرفاعي الذي شعرت بأنه كان يرغب بالحديث معي. وكلما اسألة سؤالا يتعلق بـ "أسرار الدولة" يضحك ويغير الموضوع ويبادرني بسؤال حتى يضيع الوقت ربما! اشتكيت إلى ابنه سمير الرفاعي وقال لي "انسى"، الوالد لن يتحدث. بالمناسبة المرحوم زيد الرفاعي كتب مذكراته بعد أن طلبت حفيدته منه ذلك كإهداء لها عن التخرج من جامعة هارفارد. وبالفعل اهداها المذكرات وأخذها على الفور ورفض نشرها. وعلمت أنه سملها لابنه سمير الرفاعي وهي بالحفظ والصون. طبعا لا يمكن التحايل على دولة سمير الرفاعي للاطلاع على المذكرات.

لكن لماذا نستنكر على الدكتور النسور البوح بتاريخه المهني وما يحمل من تقلبات وتناقضات أحيانا، ألم يكتب المرحوم مضر بدران مذكراته التي حملت عنوان القرار؟ أهداني الأمير شاكر بن زيد نسخة شخصية عن مذكرات عن المرحوم الأمير زيد بن شاكر وقراـها على دفعة واحدة بالطائرة من عمان إلى شيكاغو وأكملت الكتاب في ثمان ساعات متواصلة وفيه ما فيه! المرحوم نذير رشيد كتب حساب السرايا والقرايا وكتب المرحوم فايز الطراونة بين عهدين وكذلك دولة طاهر المصري وغيرهم.

على أية حال، هي فكرة لمعت برأسي قبل قليل وأحببت أن اكتب عنها وما كنت لأختلف مع حق دولة عبدالله النسور في قول ما يريد قوله إلا إن اقحام دائرة المخابرات التي يحترمها الجميع قي قصة شخصية كانت خارج السياق.


مدار الساعة ـ