أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات أحزاب وظائف للأردنيين مجتمع مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مستثمرون الموقف شهادة جاهات واعراس مناسبات جامعات بنوك وشركات دين رياضة ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

الضمور يكتب: هكذا تدار الأمور.. حين يصبح فعل الآخرين مصدر التوقعات


المحامي حسين احمد الضمور

الضمور يكتب: هكذا تدار الأمور.. حين يصبح فعل الآخرين مصدر التوقعات

مدار الساعة ـ

إياك أن تربط مستقبلك بخطط الآخرين، فليس كل ما تراه أمامك وليد تفكير عميق أو تخطيط محكم. بعض التصرفات وليدة الخوف، أو نتيجة جهلٍ بالتبصر، أو مجرد اندفاعٍ لتقليد ما يفعله الآخرون. والخطر الأكبر أن تُسلم حياتك لخططٍ ليست مبنية على علم أو بصيرة.

قصة زعيم الهنود الحمر خير مثال. حين سأله قومه: هل سيكون الشتاء بارداً؟ لم يكن يملك الإجابة، فقال لهم: استعدوا واجمعوا الحطب. ثم ذهب سرًّا ليتأكد فاتصل بالأرصاد الجوية، فأخبروه أن الشتاء سيكون شديد البرودة. فنقل ذلك إلى قومه فزادوا في جمع الحطب. وبعد مدة عاد ليسأل الأرصاد، فقالوا: سيكون الشتاء الأقسى منذ أعوام. فسأل بدهشة: وكيف عرفتم؟ فقالوا: الهنود الحمر يجمعون الحطب بكثرة.

هكذا أصبحت الدائرة مغلقة: الزعيم يستند إلى الأرصاد، والأرصاد تستند إلى تصرفات قومه، والقوم يلهثون وراء توقعات الزعيم. والنتيجة أن الكل يراقب الكل، ولا أحد يعود إلى الحقيقة نفسها.

العبرة هنا عميقة:

كثير من الأمور حولنا تُدار بهذه الطريقة، حيث يصبح فعل الآخرين مصدر التوقعات، لا العلم ولا التحقيق. فنقع في وهم كبير اسمه "التقليد الجمعي"، ونفقد القدرة على التمييز.

لذلك، لا تجعل قراراتك مرهونة بما تراه في الناس، ولا تضع مستقبلك في يد من يخطط بعشوائية. اصنع رؤيتك بنفسك، ابحث عن الحقيقة من منابعها، وكن صاحب بصيرة لا تابعًا أعمى.

مدار الساعة ـ