عندما يأتي عيد ميلاد الملكة رانيا العبدالله، لا يقتصر الاحتفال على يوم واحد فقط، بل هو مناسبة لاستذكار مسيرة حافلة بالإنجازات والعطاء، مسيرة غيّرت حياة الآلاف في الأردن، وجعلت من هذا البلد منارةً للتقدم والريادة.

لم تكن الملكة رانيا يوما مجرد رمز، بل هي قوة دافعة للتغيير الإيجابي، تكرّس جهودها ووقتها لدعم الأردنيين، خاصة في القرى والمناطق النائية، حيث زرعت الأمل وأشعلت شعلة الإبداع.

أدركت الملكة رانيا أن تمكين المرأة هو الأساس لبناء مجتمع قوي ومزدهر. لذا، أصبحت نبراسًا يضيء طريق المرأة الأردنية نحو الاستقلال الاقتصادي. من خلال مؤسسة نهر الأردن، تمكّنت آلاف النساء من تعلّم مهارات جديدة، وتأسيس مشاريع خاصة تدعم أسرهن وتمنحهن مكانةً اجتماعية مرموقة.

ولم يتوقف دعمها عند الجانب الاقتصادي، بل امتد ليشمل الجانب التشريعي والاجتماعي.

لطالما كانت صوتا عاليا يطالب بتعزيز حقوق المرأة وحمايتها من كافة أشكال العنف.

كان شعارها الدائم أن "تمكين المرأة ليس خيارا، بل هو ضرورة لتقدم المجتمعات".

في القرى النائية، لم تكن رؤية الملكة رانيا تقتصر على تقديم المساعدات، بل كانت أعمق من ذلك بكثير.

آمنت بأن في كل فتاة في القرية مبرمجة متميزة، وفي كل شاب في البادية رائد أعمال قادر على إطلاق مشروع سياحي فريد.

لقد حوّلت مفهوم "التنمية الريفية" من مجرد مساعدات إلى استثمار حقيقي في طاقات الإنسان وقدراته غير المحدودة.

لقد دعمت الحرف اليدوية التقليدية، وشجعت المشاريع السياحية الصغيرة، وأظهرت للعالم كيف يمكن للإبداع أن يزدهر حتى في أكثر الأماكن هدوء.

بينما dحتفل الأردن بعيد ميلاد الملكة، ينظر العالم إلى الأردن ليس فقط بسبب تاريخه العريق، بل لنموذج ملكة عربية أصيلة، تمكّنت بذكائها وثقافتها من أن تكون صوتًا ملهمًا على الساحة الدولية. لقد جسّدت بكل اقتدار صورة المرأة العربية القيادية المثقفة، التي تحمل هموم وطنها وتشارك في الوقت ذاته في معالجة القضايا الإنسانية الكبرى كقضايا التعليم وحقوق الطفل والمرأة.

كل عام وقلب الأردن النابض بالخير بخير، وكل عام والأردن وأهله في تقدم وازدهار.