أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات مغاربيات دين بنوك وشركات خليجيات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

مقطش يكتب: الملكة رانيا العبدالله.. قصة عطاء تُسطّر تاريخًا من الإنجاز


الدكتور عدنان مقطش
عضو مجلس أمناء الجامعة الأردنية - استاذ الهندسة الصناعية في الجامعة الهاشمية

مقطش يكتب: الملكة رانيا العبدالله.. قصة عطاء تُسطّر تاريخًا من الإنجاز

الدكتور عدنان مقطش
الدكتور عدنان مقطش
عضو مجلس أمناء الجامعة الأردنية - استاذ الهندسة الصناعية في الجامعة الهاشمية
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ

في عيد ميلادها، تتجسد الملكة رانيا وجهاً مشرقاً للأردن، ونموذجاً يحتذى به. إنها قصة نجاح تتحدث عن نفسها، قصة عطاءٍ لا ينضب، وإنجازات تضيء دروب المستقبل.

في الحادي والثلاثين من آب، لا يحتفل الأردن بعيد ميلاد جلالة الملكة رانيا العبدالله فحسب، بل يحتفي بمسيرة استثنائية من العطاء والإنجاز، امتدت على مدار خمسة عقود. إنها رحلة امرأة حملت على عاتقها همّ الوطن والإنسان، فكانت أيقونة للعمل الدؤوب، ونموذجًا يُحتذى به في كل زاوية من زوايا العالم. مسيرتها ليست مجرد سنوات تُحصى، بل هي فصولٌ من الإلهام تُكتب بحبر الإرادة والتفاني.

منذ اليوم الأول، آمنت الملكة رانيا بأن بناء المستقبل يبدأ من قاعات الدراسة. لم تكن قضية التعليم بالنسبة لها مجرد شعار، بل كانت مشروعًا إنسانيًا متكاملًا، تجسّد في رؤية ثاقبة تهدف إلى تحويل القلم إلى سلاحٍ حقيقي للتغيير.

عبر مؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية، أطلقت مبادرات غيٌرت وجه التعليم في الأردن والعالم العربي. ولعل أبرزها مبادرة "مدرستي"، التي نفضت غبار الإهمال عن المدارس الحكومية، وحوّلتها إلى بيئات تعليمية حديثة ومحفزة.

كما أبدعت في منصة "مدرسة" الإلكترونية، التي قدمت محتوى تعليميًا مجانيًا عالي الجودة باللغة العربية، لتكسر حواجز الجغرافيا وتصل إلى ملايين الطلاب، لتكون المعرفة في متناول الجميع. ولم تنسَ جلالتها أهمية المعلّم، فكرّمته عبر جائزة الملكة رانيا العبدالله للمعلم المتميز، التي أعادت لمهنة التعليم هيبتها ومكانتها.

لم يتوقف عطاء الملكة عند التعليم، بل امتد ليشمل العمل الاجتماعي والإنساني. كانت دومًا الداعم الأكبر للمرأة الأردنية، تعمل على تمكينها اقتصاديًا واجتماعيًا، وتفتح لها آفاقًا جديدة في جميع المجالات. قدمت جلالتها للعالم صورة مختلفة للمرأة العربية: قوية، مثقفة، وقادرة على تحقيق التوازن بين دورها الأسري ومسؤولياتها الوطنية.

كما كانت صوتًا للضعفاء، فأسست الجمعية الملكية للتوعية الصحية، التي نفذت برامج لحماية الأطفال والأسر، وعملت على دعم الأسر الأكثر احتياجًا، مؤكدة على أن التمكين هو مفتاح الكرامة، لا مجرد الإعانة.

لكن ما يميز مسيرة الملكة رانيا حقًا هو دورها كصوتٍ للضمير الإنساني على الساحة الدولية.

لم يقتصر صوتها على حدود الأردن، بل صدح في المحافل الدولية، مدافعًا عن القضايا العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

في أحلك الظروف، وخاصة أثناء العدوان على قطاع غزة، استخدمت جلالتها منصاتها العالمية بذكاء وشجاعة، لتكون صوت أهالي غزة، وتنقل للعالم مآسيهم الإنسانية المروعة.

كانت منشوراتها ومقاطع الفيديو التي تشاركها صرخات مدوية كشفت حقيقة المعاناة، ودعت بوضوح إلى وقف فوري لإراقة الدماء. لقد جسدت بموقفها هذا مفهوم القوة الناعمة، مؤكدة أن الكلمة الصادقة أقوى من أي سلاح.

كل عام وملكتنا بألف خير.

مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ