أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة جامعات مغاربيات خليجيات دين ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

مسافات الاردن مع أزمات الإقليم


سميح المعايطة
وزير سابق

مسافات الاردن مع أزمات الإقليم

سميح المعايطة
سميح المعايطة
وزير سابق
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ

مؤكد ان الاردن دولة عربية وشعبها ممتد في علاقته بامته واشقائه ومساندته لأي شعب شقيق يتعرض لازمة مهما كان شكلها، وتاريخ الدولة الاردنية منذ اكثر من قرن من الزمان رسم الصورة العربية وحتى الإنسانية للدولة الاردنية في علاقاتها مع الأشقاء والأصدقاء.

واليوم مازالت المنطقة متخمة بالازمات التي قد تتغير تفاصيلها وتضاريسها لكنها تبقى أزمة تترك أثرا ما على الاردن والاردنيين كما هو الحال في محيطنا العربي والاقليمي، إضافة إلى الأزمة الكبرى والقضية التي لاتذهب تجاه اي حل وهي القضية الفلسطينية قضية الفلسطينيين بفصائلهم في الضفة وغزة.

لن يخرج الاردن يوما من التزامه العربي والإسلامي وحتى الإنساني، لكن تعاظم الأزمات ودخول بعضها في مراحل زمنية طويلة عقودا وسنوات يجعلنا كاردنيين معنيين برسم مسافات وحدود مع كل أزمة اقليمية، مسافات تمنع هيمنتها على الدولة واولوياتها،او انشغال الدولة والاردنيين عن قضاياهم واولوياتهم والانغماس في قضايا الإقليم على حساب مسار الدولة السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

مسارات غير متناقضة ان نؤدي ما علينا من واجبات تجاه قضايا أمتنا،لكن دون ان ننسى ان لكل قضية او ازمة اسما ووصفا،فالأزمة في لبنان ازمة لبنانية والازمة في العراق ازمة عراقية وهذا الوصف ينطبق على كل القضايا والملفات كبيرها وصغيرها وبغض النظر عن تعقيداتها وطول مدتها وعمرها.

لكن حدودنا ومسافاتنا عن ازمات الإقليم ليست متساوية،فبعضها متداخل مع مصالح كبرى للاردن،وبعضها ليست مؤثرة كثيرا على مصالحنا الاردنية،لكن حتى اكثر الازمات والقضايا تأثيرا علينا تبقى قضية لها اهل ودولة او سلطة او تنظيمات وشعب،وبالتالي فان وجود مسافة ما مع كل الملفات والازمات حولنا ضرورة مهما كانت المسافات بعيدة او قريبة.

كل القضايا في الإقليم وخارجها لها اهلها واصحابها ودولها،ونحن داعمون من منطلق الأخوة او الانسانية ووفقا لمنظومة المصالح الاردنية او تأثيرات كل ازمة علينا لكن ليس من بينها قضايا اردنية،وهذا ليس خروجا عن مسارنا العروبي والإنساني لكنه اعطاء لكل قضية مساحتها لدينا ودون ان نذهب إلى مسار وكأننا نحن اصحاب كل تلك القضايا.

نؤدي واجبنا العروبي والانساني ويكون اهتمامنا وفق تأثرنا بتلك الازمات لكن يبقى لكل قضية حولنا اهلها.

مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ