خارطة المراحل والسنوات كانت تحمل دائما مناطق او دولا ساخنة حولنا واحيانا ملفات ساخنة داخلنا، وكل هذا جعل للمنطقة دائما خارطة قلق وتوتر .
اليوم هناك حولنا مجموعة من الازمات التي تتأرجح بين الحسم السلبي او الايجابي ،وهي معارك او ملفات حتى وان كان بعضها بلا صوت للسلاح الا انها قد تحتاج للسلاح والقتال في بعض مفاصل الحسم.لبنان التي لم تغب عنها الازمات منذ عشرات السنين امام مفترق طرق وصراع بين ان تكون الدولة هي صاحبة القرار ومن تملك السلاح وبين ان تبقى دولة شكلية وفي داخلها ميليشيا حزب الله المسلحة التي تخوض الحروب وتفتح المعارك دون قرار من الدولة.الحكومة اللبنانية حسمت قرارها ومن خلفها رئيس جمهورية قوي لكن على الطرف الآخر هنالك ايران التي تعمل على افشال القرار لانها تعلم ان سلاح حزب الله هو نفوذها وهو اهم معاقلها في النفوذ الاقليمي ،وحزب الله الذي وافق لاسرائيل على الخروج من الجنوب عسكريا بعد ضربات موجعة لايريد ان يخسر قوته العسكرية لانه يريد المحافظة على نفوذ ايران، ولهذا فالمعركة داخل لبنان داخلية من جهة لكنها اقليمية وخاصة من ايران التي خسرت سوريا وغزة وتقاتل حتى لاتخسر نفوذها في لبنان تحسبا لتقلبات النفوذ في الإقليم.وسوريا حولنا تخوض معركة كبرى في مواجهة دعوات التقسيم للسويداء ومناطق قسد وهناك اسرائيل التي تعمل للتقسيم والانفصال من جهة ،وتعمل من جهة اخرى لابتزاز الدولة السورية والوصول الى اتفاق سياسي ومعاهدة كاملة دون ملف الجولان .لكن معركة سوريا الكبرى في بناء الدولة ومؤسساتها وتحسين الواقع الاقتصادي وبناء هوية سياسية تمثل كل مكونات الشعب السوري.وجزء من معركة الدولة السورية البعض ممن كانوا في مواجهة النظام السابق لكنهم لم يكونوا البديل فلم يغادروا موقع المعارضة فهم اليوم معارضة للنظام الجديد ، إضافة إلى دول وجهات تتربص بسوريا وتحاول اقناع السوريين ان هذا النظام مؤقت وان سوريا ذاهبة إلى التقسيم وحرب اهليه ، وهذه الجبهة تضم إضافة لدول معلومة ميليشيات وحتى بعض منجمي الفضائيات.اما الأزمة المتصاعدة والتي كان الاردن يحذر منها فهي أزمة الضفة الغربية وما يعلنه تحالف الحكومة الصهيونية من مشاريع تخصها مثل ضم أجزاء من الضفة او تهجير جزء من أهلها او تحويلها إلى جسم ممزق بالمستوطنات والحواجز، ويضاف إلى هذا مستقبل غزة المجهول سوى مايتعلق بالدمار والقتل ونوايا التهجير .وملف الضفة بالنسبة للاردن حاضر لدى صاحب القرار منذ سنوات ، وطريقة التعامل مع الاحتلال أيضا حاضرة من أصغر أدوات المواجهة وحتى الأصعب، وسيكون اول الأثمان السياسية معاهدة السلام التي فقدت بسبب سياسات إسرائيل كثيرا من مبررات وجودها وستتحول إلى ذكرى مع خطوة تصعيدية تجاه الضفة الغربية وخاصة مايتعلق بالتهجير ..واذا كانت أبواب التفاوض تتسع بين إسرائيل وسوريا ودول اخرى ولكل دولة اسبابها فان مسار التصعيد يزداد بين اسرائيل والدول ذات العلاقات والمعاهدات معها مثل مصر والاردن .نحن في الاردن ندرك خطورة سياسة إسرائيل في الضفة الغربية وندرك ان استمرار هذه السياسة له استحقاق كبير، وندرك ان نجاح الدولة السورية في دعم استقرارها ونموها مصلحة كبرى نريدها ونسعى لها ،وملف لبنان حاسم في تكريس مفهوم الدولة الوطنية القوية وايضا لاضعاف النفوذ الايراني الى الحد الأدنى ونحن من عانينا من محاولات عبث ايران في الإقليم وعلى حدودنا الشمالية.