أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات وظائف للأردنيين مجتمع أحزاب مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية الموقف شهادة جاهات واعراس مناسبات مستثمرون جامعات بنوك وشركات دين اخبار خفيفة رياضة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

تخطي ردود الفعل الكلامية


محمود خطاطبة

تخطي ردود الفعل الكلامية

مدار الساعة (الغد الأردنية) ـ

بُعيد تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والتي قال فيها «إنه بمُهمة تاريخية وروحية، وأنه مُرتبط بشدة برؤية (إسرائيل الكُبرى)، والتي تشمل فلسطين وسورية ولبنان والأردن ومصر»، ومن بعدها تأكيد المبعوث الأميركي الخاص، توم باراك، «أن (إسرائيل) لم تعد تعترف بالحدود التقليدية، أو الحدود التي رسمتها اتفاقية سايكس - بيكو. وأنها، أي (إسرائيل)، ستتخذ أي إجراءات لحماية أمنها».

وقبل وبعد هذين التصريحين، هُناك تأكيدات من كبار المسؤولين الصهاينة والأميركيين، حول نفس الموضوع أو «السردية التوراتية»، بما يخص المنطقة، فضلًا عن وجود فرقة عسكرية عدوانية على الحدود، تُخالف اتفاقية وادي عربة، وخطوات اتخذت على أرض الواقع لتهجير ما يقرب من 800 ألف فلسطيني يحملون أرقامًا وطنية، وتصريحات أُخرى بضم الضفة وتهجير سكانها دون استثناء، ما يعني لجوء نحو 2.5 مليون فلسطيني لا يحملون جوازات سفر أردنية إلى الأردن.

إلى جانب ما نُشاهده على أرض الواقع من إبادة جماعية، وتهجير ليس بناعم أبدًا، واحتلال أجزاء أُخرى من أراض عربية، وعلى رأسها سورية ولبنان.. بعد كُل ذلك فإنه بات لزامًا وضرورة الإنصات جيدًا لما يقوله القومي العروبي، رئيس مجلس النواب الأسبق، عبدالكريم الدغمي.

فما جادت به قريحة الدغمي، مؤخرًا، يصلُح لأن يكون نبراسًا نهتدي به، أو خريطة طريق، ولو كانت مُصغرة، للمضي بها، حتى تستطيع البلاد العربية، ومن ضمنها الأردن، كونه ليس بعيدًا عن نيران الكيان المسخ، من الحفاظ على ما تبقى لها من أراض أو كرامة، والوقوف في وجه عدو يصدح ليل نهار بعدوانيته وبمُخططاته المُتطرفة، التي لن يسلم من شررها أي بلد.

الدغمي يرى بأن تصريحات ذلك المسخ، المُسمى بنتنياهو، وأفعال وأقول باقي «علوج» الصهاينة، تُعتبر أمرًا خطيرًا، يتوجب الوقوف عندها مليًا، مع إعداد كُل ما نستطيع من قوة، أكانت مادية أو معنوية، وعدم الاكتفاء بالردود الكلامية التي لا تكفي أبدًا لمواجهة ذلك الإرهابي.

أردنيًا، فقد اقترح الدغمي ثمانية إجراءات، جمعيها يستحق الدراسة، والوقوف عليها جيدًا، من أجل الحفاظ على الوطن، بكُل أبعاده الأمنية والاقتصادية والاجتماعية.. ثمانية إجراءات قد يكون بعضها قابلا للتعديل أو «التجويد»، لكن كُلها تستحق النظر إليها بكُل اهتمام وواقعية وجُرأة وحزم، خصوصًا أن الكيان الغاصب لا يترك مُناسبة إلا ويتحدث بها عن أطماعه التاريخية في الأردن، أو في المرحلة الحالية أو المُستقبلية القريبة اقتطاع أجزاء من الأردن.

ذلك قولهم بأفواههم، وهُنا يقترح الدغمي بداية لمواجهة ذلك تشكيل حُكومة عسكرية، وتدريب الناس وتأهيلهم ليكونوا رديفًا للجيش العربي وحماية له من الطابور الخامس، ومن ثم تفعيل الجيش الشعبي، وإلغاء اتفاقيات أُبرمت مع الكيان الصهيوني أو في طريقها إلى ذلك.. تلك أربعة محاور من أصل ثمانية تقدم بها الدغمي، وكُلها كما قلت تستحق دراستها جيدًا، فقد يكون إحداها سبيلًا لوقف أو «فرملة» الغطرسة الصهيونية.

وفي الوقت نفسه، لا يوجد هُناك ما يمنع من «تجويد» هذه الخطة، أو ذلك «النبراس» في حال كان صعب التطبيق في الوقت الحالي، أو فوق قُدراتنا نحن كأردنيين أولًا، وعرب ثانيًا.

نعم، نستطيع «فرملة» الغطرسة الصهيونية، وإن كان هُناك من يُشكك فلينظر جيدًا لجولات الجيش العربي، والتي تؤكد أننا لسنا «لقمة» سهلة، بدءًا من العام 1948، وما قدمه جنودنا البواسل من تضحيات وشهداء في معركة اللطرون وعلى أبواب القدس، انتهاء بحرب الكرامة العام 1968، التي قهرنا وقتها الجيش الذي لا يُقهر.

أما عربيًا، الدغمي يُطالب بردود فعل، لا مجرد أقوال، كي نستطيع نحن العرب المُحافظة على ما تبقى لنا من أوطان، فبني صهيون لن يتوقفوا أبدًا عن المضي قدمًا من أجل تنفيذ مُخططاتهم المُتطرفة، خصوصًا أن الجميع يعلم بأن الغرب، وعلى رأسه الولايات المُتحدة الأميركية، يدعمونهم بشكل لا محدود.

عند الشدائد والمصائب، وما يُحكيه لنا العدو التاريخي، كُلنا مع الوطن، نحمل السلاح في الذود عن حماه... مرة جديدة أنصتوا جيدًا لما يقوله الدغمي، فهو أحد أبناء الأردن الغيورين على وطنهم.. فهو لا «يهذر» عندما يقول «إن الدبلوماسية مع هذا الكيان المجرم لا تنفع ولا تغني من جوع».

مدار الساعة (الغد الأردنية) ـ