أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب وظائف للأردنيين مجتمع مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية الموقف شهادة جاهات واعراس مناسبات مستثمرون جامعات بنوك وشركات دين اخبار خفيفة رياضة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الذهب يذهب بعيدا.. متى يعود؟


علاء القرالة

الذهب يذهب بعيدا.. متى يعود؟

مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ

يسجل الذهب هذه الأيام قفزات سعرية لافتة، تخطت معها الأسعار محليا وعالميا لتصل لـ"مستويات تاريخية" ولربما غير مسبوقة، لاسباب منها تصاعد التوترات الجيوسياسية، وضبابية "المشهد الاقتصادي" الدولي، ما عزز من جاذبية الذهب كملاذ آمن واستثمار بديل، وهنا السؤال، هل سيتابع الذهب صعوده،أم أن هذا الارتفاع السريع سيتبعه تصحيح مؤلم؟.

في ظل كل هذه الظروف، بات الذهب مرجعا حقيقيا في قراءة"المزاج الاقتصادي"العالمي، فكلما زادت الشكوك حول استقرار العملات والسياسات المالية، اتجهت الأنظار إلى المعدن الأصفر بوصفه "الوسيلة الأقدم"لمواجهة تاكل القوة الشرائية للعملات، والتحوط من الأزمات، وكملاذ امن للاستثمار.

محليا، ارتفعت أسعار الليرة الذهبية بشكل غير مسبوق، حيث وصلت "ليرة الذهب" من نوع "الرشادي" إلى أكثر من 500 دينار، بينما تجاوزت الليرة "الإنجليزية" حاجز 580 دينارا، وهي "مستويات تاريخية" تعكس الارتفاع العالمي و استجابة السوق المحلي له، الامر الذي دفع الى تغير سريع ايضا في انماط استهلاك الذهب والاستثمار فيه.

وبحسب الانماط الشرائية لهذا المعدن محليا، يبدو أن التمسك بالذهب" أصبحت "خيار استراتيجي" للكثير من المواطنين الذين يرون فيه ملاذا أكثر أمانا من البنوك أو الأدوات الاستثمارية الأخرى، وفي خضم كل هذا الاضطراب وحالة عدم اليقين العالمية جراء اتساع رقعة النزاعات .

انا شخصيا، أرى أن الذهب وإن كان يشهد حاليا موجة صعود تاريخية مدفوعة بالقلق العالمي، إلا أن هذا الصعود قد لا يكون مستداما على "المدى الطويل"ما لم تستمر دوافعه الجيوسياسية والاقتصادية، فكما ارتفع لأنه ملاذ قد يتراجع حين يعود الأمان والثقة للأسواق، لهذا لعل ما نحتاجه هو وعي استثماري حقيقي، لا يقوم فقط على تتبع الأسعار، بل على فهم أعمق لدورة الاقتصاد والعوامل المؤثرة فيها، وتوجيه المواطن لاختيار الوقت المناسب للبيع أو الشراء.

خلاصة القول، الذهب اليوم لا يعكس فقط تحركات السوق أو مؤشرات الاقتصاد، بل بات مؤشرا اجتماعيا أيضا، يعبر عن التحولات في أولويات الناس، وهواجسهم، وتطلعاتهم، وانماط استهلاكهم، الان السؤال الذي سيبقى معلقا، هل يتابع الذهب رحلته الصاعدة، أم أن الارتفاع السريع سيتبعه هبوط مؤلم؟ وهنا الإجابة قد تحملها الأيام المقبلة، لكن المؤكد أن الذهب، بلمعانه الذي لا يخفت، يظل حاضرا في كل أزمة، ومؤشرا صامتا على ما يدور تحت السطح.

مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ