لم يكن الأردنيون يوماً خارج سياقهم الإسلامي والعروبي، ولم يكونوا يوماً إلا مع الأشقاء في أي محنة تصيبهم.
لهذا عندما اظهروا محبتهم وخوفهم على الشقيقة قطر، حين تجرأ كيان الاحتلال على قصف الدوحة، لاغتيال قادة حماس المفاوضين. فلم يكن هذا الا المتوقع منهم.هذا التضامن الشعبي، الذي عبر عنه الأردنيون بشكل عفوي على وسائل التواصل الاجتماعي وفي تجمعاتهم، يؤكد على أن الأمن العربي كلٌ لا يتجزأ، وأن المساس بأمن دولة عربية هو مساس بأمن الجميع.كان الموقف الأردني بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني من أوضح المواقف العربية التي غضبت للدوحة، وادانت بشدة العدوان الإسرائيلي الجبان على قطر الذي يعد خرقا للقانون الدولي.الملك أكد لأمير قطر سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أن أمن قطر من أمن الأردن، مشددا على موقف الأردن الرافض لأي عمل يمس أمن واستقرار وسيادة قطر.كل المواقف الأردنية، رسمية أو شعبية، كانت حادّة وغاضبة، واعتبرت أن ما جرى يشكل "جريمة غير مسبوقة" تتجاوز قواعد الاشتباك التقليدية، وتمثل تهديدا مباشرا لسيادة دولة عربية شقيقة، ووسيط رئيسي في مسار المفاوضات.سياسة أردنية لا تقبل الاعتداء على الشقيق، ولا تريد للمنطقة أن تذهب إلى المجهول وإلى الانفلات الأمني الشامل.نعم؛ إسرائيل تجر المنطقة إلى المجهول، الذي سيرتد عليها وبالاً وناراً.لقد شهد الأردن تعاطفًا واسعًا على المستويين الرسمي والشعبي مع قطر، ومن مختلف الفئات، عبروا عن تضامنهم الكامل مع الدولة الشقيقة، مؤكدين على عمق الروابط الأخوية التي تجمع البلدين.هذا التفاعل لم يقتصر على البيانات الرسمية، بل تجلى بوضوح في منصات التواصل الاجتماعي، حيث استنكر الكثيرون هذا الاعتداء، واعتبروه انتهاكًا صارخًا لسيادة قطر وتهديدًا لأمن المنطقة، فالأردن وقطر لطالما تشاركا في المواقف تجاه القضايا المصيرية للأمة العربية، خاصةً تلك المتعلقة بفلسطين.
الأردنيون مع قطر.. على قلب رجل واحد وخلف قيادتهم الهاشمية

محمود الطيطي
نائب سابق
نائب سابق
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ