بغضب القائد وجرأة المسؤول، وقف جلالة الملك عبدالله الثاني في القمة العربية الإسلامية بالدوحة، ليعلن بصوتٍ واضح أن زمن المجاملات قد انتهى، وأن السكوت جريمة، وأن ما يجري في فلسطين والقدس ليس شأناً داخلياً ولا أزمة عابرة، بل تهديد وجودي للأمة كلها.
لم يتحدّث جلالته بلغة البيانات الباردة، بل بلغة الدم الذي يسيل، والمقدسات التي تُستباح، والحقوق التي تُغتصب.هذا الخطاب لم يكن مجرد موقف سياسي، بل كان صرخة ضمير، ونبض قلب غاضب يرفض أن تتحول معاناة الفلسطينيين إلى أرقام في نشرات الأخبار، كان خطاباً مختلفاً؛ خرج من دائرة التنديد التقليدي إلى مساحة المطالبة بالفعل، إلى فضاء القرار الجريء، إلى صوت الحق الذي يضع القادة العرب أمام مسؤولياتهم.أكّد جلالته أن الاعتداءات على الشعب الفلسطيني لم تعد شأناً فلسطينياً فقط، بل تهديداً مباشراً للأمن القومي العربي، وأن حماية القدس واجبٌ أخلاقي واستراتيجي لا يمكن التهاون فيه، ولأن الأردن يحمل على عاتقه وصاية تاريخية ودينية على المقدسات، كان موقف الملك عبدالله الثاني صريحًا: الدفاع عن القدس ليس خياراً، بل قدر ومسؤولية.وفي رسالة تحمل أبعادًا عميقة عن وحدة المصير العربي، قال جلالته: "أمن قطر من أمن الأردن"، ليرسم خريطة جديدة للعلاقات بين الأشقاء: لا حدود، لا مصالح ضيقة، بل أمن مشترك، وبيت واحد، ومصير لا يتجزأ.قوة الخطاب كانت في وضوحه وصراحته؛ فلا بيانات إنشائية ولا شعارات استهلكها الزمن، بل دعوة صريحة للفعل، للقرارات العملية، للمساءلة الدولية، لوقف نزيف الدم العربي في فلسطين.اليوم، التحدي الأكبر ليس في الكلمات، بل في الأفعال. فالشعوب العربية لم تعد تحتمل طبخة جديدة من البيانات، ولا تحتمل أن تُغلف الحقيقة بعبارات دبلوماسية، الشعوب تريد نتائج ملموسة على الأرض: حماية للأرواح، صونًا للمقدسات، موقفًا يليق بكرامة الأمة.خطاب الملك عبدالله الثاني كان بمثابة جرس إنذار: إمّا أن نكون على مستوى التحدي، أو نترك التاريخ يحاسبنا جميعًا على تقصيرنا.
الخلايلة يكتب: خطاب الملك عبدالله الثاني في القمة العربية.. صرخة غضب ونداء فعل
مدار الساعة ـ