تزهو عمّان اليوم وهي تحتفي بقدوم سمو الشيخ تميم بن حمد إلى الأردن، زيارة أخوية عزيزة تحمل في معانيها الكثير من الدفء والوفاء، وتعكس عمق الروابط التي تجمع بين الأشقاء. إنها ليست مجرد زيارة بروتوكولية، بل حدث يترجمه الأردنيون بمشاعر صادقة، ويستقبلونه بترحيب نابع من القلب، لأن الضيف اليوم ليس غريباً، بل بين أهله وربعِه.

الأردن، بقيادته الهاشمية وشعبه الوفي، اعتاد أن يفتح قلبه قبل بابه، وأن يمدّ يده بالمحبة لكل من يطرقها. وها هو اليوم يرحّب بسمو الشيخ تميم على أرضه الطيبة، أرض النخوة والكرامة التي لا تعرف إلا الوفاء. في هذه الأرض التي جمعت التاريخ بالعروبة، والهوية بالرسالة، نؤكد أن اللقاءات الأخوية تظلّ الركيزة الأهم لعلاقات عربية متينة، قوامها التفاهم والثقة ووحدة المصير.

من شمال الأردن إلى جنوبه، ومن سهوله إلى بواديه، يردّد الأردنيون بصوت واحد: أهلاً وسهلاً بسمو الشيخ تميم. هذا الترحيب لا يخرج من باب المجاملة، بل من وجدان شعب يرى في هذه الزيارة قيمة كبيرة، ويعتبرها تجسيداً لأصالة العلاقات التي لا تهزّها التحديات، ولا تغيّرها الظروف.

إن العلاقات الأردنية مع الأشقاء كانت وما زالت نموذجاً للتقارب والتعاون، وها هي هذه الزيارة تأتي لتؤكد أن الرصيد الحقيقي للعلاقات بين الدول هو المحبة الصادقة والمواقف الثابتة. فالمصير العربي واحد، والتحديات مشتركة، وما يجمعنا أكبر من أي اختلاف عابر.

الأردن اليوم يفتح قلبه بكل فخر ليستقبل سمو الأمير، في لحظة تلتقي فيها المشاعر الشعبية بالرسائل السياسية، ويجتمع فيها الوفاء بالتاريخ. إنها لحظة تقول بوضوح: إن الأشقاء سند لبعضهم، وإن هذه الأرض ستظل عنواناً للعروبة والكرامة.

فأهلاً وسهلاً بسمو الشيخ تميم بين أهلك وربعك، بين شعب كريم وقيادة حكيمة وأرض لا تبخل بالمحبة ولا بالوفاء.

ولا يفوتني في هذا المقام أن أتوجه بجزيل الشكر والتقدير إلى الإخوة في جمعية سند على دعوتهم الكريمة لحضور الاستقبال، فهي بادرة تعبّر عن أصالة المجتمع الأردني وروحه الطيبة التي تحتفي بالضيف العزيز كما لو كان أحد أبنائها.