زيارة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى المملكة الأردنية الهاشمية، ولقاؤه بجلالة الملك عبدالله الثاني، لم تكن حدثًا عابرًا في جدول العلاقات الدبلوماسية، بل بدت كصفحة جديدة تُكتب بحبر التاريخ المشترك والمصير الواحد. ففي زمن يزدحم بالتحديات، تأتي هذه المحطة لتؤكد أن التضامن العربي ليس خيارًا ثانويًا، بل ضرورة وجودية.
الإعلام العربي احتفى بالزيارة بوصفها علامة مضيئة وسط المشهد الإقليمي المضطرب، وأبرز مكانة الأردن وقطر كلاعبين أساسيين في معادلة الاستقرار. لم تكن العناوين مجرد أخبار عن لقاء رسمي، بل انعكاسًا لوعي جمعي يرى في هذا التقارب قوة سياسية ومعنوية يمكن أن تعيد التوازن إلى المنطقة.الأردن، بقيادة الملك عبدالله الثاني، عُرف بمواقفه الصلبة في الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والوصاية الهاشمية على المقدسات، التي شكّلت عبر العقود ركيزة للشرعية والالتزام الأخلاقي. هذه الثوابت منحت الزيارة بعدًا يتجاوز البروتوكول، لتصبح لقاءً بين رؤيتين تتكاملان في البحث عن العدالة والاستقرار.ولأن العلاقات بين الأردن وقطر ليست وليدة اللحظة، فقد تراكمت عبر الزمن في مجالات السياسة والاقتصاد والدعم المتبادل، لتجعل من هذه الزيارة انعكاسًا لعمق الأخوّة ومتانة الثقة. فهي رسالة تقول إن الإرادة المشتركة قادرة على تحويل الكلمات إلى أفعال، والأمنيات إلى مبادرات، وأن التضامن الحقيقي يثمر حين يقترن بالفعل لا بالقول.إن زيارة أمير قطر إلى الأردن جاءت محمّلة بالمعاني والرموز، لتذكّر بأن المستقبل العربي لن يُبنى إلا على أسس التعاون الصادق، وأن المواقف التاريخية تكتسب قوتها حين تُترجم إلى واقع حيّ. إنها زيارة تحمل في طياتها وعود الأمل، وتفتح أبوابًا واسعة لمسار عربي أكثر تماسكا وفاعلية في مواجهة أزمات الحاضر وتطلعات الغد.
قرقودة تكتب: زيارة أمير قطر إلى الأردن بين عبق التاريخ ورسائل المستقبل
مدار الساعة ـ