يستقبل الأردنيون اليوم ضيفهم الكبير أمير دولة قطر الشقيقة الأمير تميم بن حمد آل ثاني، التي تأتي تجسيدًا للعلاقات الأردنية القطرية المتميزة، وتأكيدًا على الروابط الأخوية بين قيادتي البلدين الشقيقين.
وتكسب هذه الزيارة أهمية خاصة لأنها تأتي في ظروف بالغة الأهمية والخطورة، لما تمر به المنطقة من تحديات وحالة من عدم اليقين على مستقبلها في ظل الغطرسة الصهيونية وما تقوم به من حرب همجية وإبادة جماعية لقطاع غزة واعتداءات على دول المنطقة ومهاجمتها دوحة الأمن وصانعة السلام أثناء استقبالها وفد المفاوضات، والتي جلبت إدانة عالمية منقطعة النظير واستنكارًا شديدين.وتوحد العالم بإعلان تضامنه ووقوفه إلى جانب دولة السلام، مستنكرًا الهجوم الإسرائيلي على دوحة الأمن والسلام، ولأول مرة يصدر مجلس الأمن بالإجماع بيانًا يدين الاعتداء الإسرائيلي.ولم يأتِ هذا الإجماع من فراغ، بل إيمانًا بأهمية دولة قطر لما تمتاز به من حكمة سياسية وبصمات إنسانية في جميع أنحاء العالم.وأينما نظرت أو قرأت ترى دورًا قطريًا في تقديم المساعدة والقيام بدور الوساطة واستضافة الدول المتصارعة، لم يكن آخرها دورها في الوساطة بين دولة الاحتلال وفصائل المقاومة في غزة، حيث نجحت مرتين بوقف إطلاق النار وتحرير عدد من الرهائن والأسرى من الجانبين.كما قامت بدور الوساطة بين الولايات المتحدة الأمريكية وحركة طالبان الأفغانية، واستضافت الفريقين على أراضيها، الأمر الذي أسفر عن انتهاء الصراع الدائر بين الطرفين وحقن الدماء ونقل آلاف الرعايا وإعادتهم إلى بلدانهم.ولا ننسى دورها في المصالحة بين جمهورية الكونغو ورواندا وغيرها الكثير.أما عن الدور الإنساني فالبصمات القطرية واضحة ومميزة في جميع أنحاء العالم، الأمر الذي أكسبها سمعة ومكانة دولية وكلمة مسموعة وأثرًا لا يمكن لأحد تجاهله أو إغفاله.ولم يُسجل على قطر أنها أثارت النعرات أو تدخلت بشؤون الغير إلا بما يخدم مصالح الدول ويضمن السلام ويحقق الأمن والازدهار. وعند المنعطفات والأزمات تتوجه الأنظار لها دائمًا ويتمنى الجميع حضورها لثقتهم بدورها وقدرتها على لعب دور في إنهاء الصراعات.ولم تتخلَّ قطر، التي تستحق لقب دولة السلام، عن مساعدة ومساندة أشقائها العرب سياسيًا واقتصاديًا وإنسانيًا في جميع المواقف والمحافل الدولية، انطلاقًا من عروبتها الصادقة وانحيازها لقضايا الأمة العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية وسعيها إلى السلام وإقامة الدولة الفلسطينية وإنهاء الحرب على غزة.يحل اليوم أمير المحبة والسلام ضيفًا كبيرًا على أرض الرباط، ليلتقي بأخيه صاحب الحكمة والمكانة الدولية جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، لمناقشة قضايا وملفات تخدم مصالح بلديهما في جميع المجالات بما فيها التحديات التي تواجه المنطقة لمنعها.ونحن على يقين أن الزعيمين لن يتخليا عن دورهما السياسي والإنساني في مساعدة الأشقاء الفلسطينيين لنيل حقوقهم المشروعة وإقامة دولتهم المستقلة، انطلاقًا من موقفهما الثابت والمنسجم مع القرارات الأممية والدولية.ملفات كثيرة ستكون حاضرة على طاولة الزعيمين لمناقشتها والتباحث فيها، سعيًا لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.ونحن على يقين بأن قطر لن تتخلى عن الأردن كما هي دائمًا، وستقف إلى جانبه لمواجهة التحديات، خاصة الاقتصادية، ليبقى بلدنا ثابتًا وصامدًا باعتبارها مصلحة قطرية أيضًا.
أمير السلام تميم بن حمد ضيفاً على أردن الرباط
مدار الساعة (الدستور الأردنية) ـ