أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة شهادة الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون جامعات خليجيات مغاربيات دين بنوك وشركات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

الشياب يكتب: الصبر ليس ضعفًا.. بل هو بداية النصر


الدكتور المهندس عطا الشياب

الشياب يكتب: الصبر ليس ضعفًا.. بل هو بداية النصر

مدار الساعة ـ

نعيش جميعا في زمنٍ كثُر فيه الباطل وتكاثفت فيه أيادي الغدر والخيانة، بات الصبر عند كثيرين يُفهم على أنه خنوع، أو يُفسَّر على أنه انهزام، لكن الحقيقة الثابتة التي لا تتغير، أن الصبر ليس ضعفًا، بل هو أول أبواب النصر، وهو أعلى درجات القوة الأخلاقية والسياسية والإنسانية.

لعل ما يحدث في فلسطين وغزة – جرح الأمة النابض – أكبر شاهد على أن الصبر ليس استسلامًا، بل إعدادٌ طويل المدى للانفجار الحتمي بوجه الظلم.

فالصهاينة امتلكوا السلاح، لكن شعوبنا امتلكت الإيمان، امتلكوا الآلة الدعائية، واحتكروا روايةً مزيفة، لكن الشعوب لم تتنازل عن الحقيقة، ومن رحم القهر يولد اليقين و أن من صبر على الجوع، والقتل، والخذلان، هو الأقرب للنصر، لأن نصره ليس آنياً، بل جذريًا، يتجذر في التاريخ لا في المشهد الإعلامي.

الشعوب التي لم تفرّط بعقيدتها وهويتها وثقافتها، لن تهزم، ولو بدا أنها أضعف، ومهما بلغ تآمر "المطبعين" أو "المتخاذلين"، فإن الحق في يد صاحبه، والصبر على هذا الطريق ليس تنازلاً بل شرفًا.

وكما هو حال الشعوب، كذلك هو حال الأفراد…

وفي عالم يظلم المجتهد، ويُكرم المتلون، ويُهمّش الصادق، قد يبدو الصبر عبئًا… لكنه في الحقيقة هو السلاح الأقوى.

من صبر على تهميشه في العمل، وهو أهل للكفاءة ، وبقي أمينًا على مبادئه ومن قيل له "اصمت" حين كان يحمل كلمة حق، هؤلاء جميعًا لم يكونوا ضعفاء، بل كانوا أصحاب ضمير يقظ، وقلب لا يقبل الانحناء.

نعم، الصبر ليس استسلامًا، بل هو وعيٌ بطول المعركة، وثقة بحتمية انكشاف الزيف، وإن كان الباطل يعلو صوتُه مؤقتًا… فالحق صوته هادئ، لكن صداه خالد.

ذاهبون ويبقى الأثر.

مدار الساعة ـ