أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات دين بنوك وشركات خليجيات مغاربيات ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

العضايلة يكتب: الأردن وغزة في ظل الأوضاع السياسية الراهنة في الوطن العربي


أحمد وليد العضايلة

العضايلة يكتب: الأردن وغزة في ظل الأوضاع السياسية الراهنة في الوطن العربي

مدار الساعة ـ

يشهد الوطن العربي في هذه المرحلة تحديات سياسية وأمنية واقتصادية متشابكة، تتداخل فيها القضايا الإقليمية مع المصالح الدولية، مما يجعل مواقف الدول العربية تتسم بالحساسية والدقة في آن واحد. ومن أبرز الملفات التي تفرض نفسها على الساحة اليوم، الأوضاع في قطاع غزة، وموقع الأردن باعتباره دولة محورية في الإقليم.

الأردن: سياسة التوازن والاستقرار

الأردن، ومنذ تأسيسه، اختار نهج الاعتدال السياسي والدبلوماسية الهادئة. وفي ظل ما تشهده المنطقة من اضطرابات، يركز على حماية أمنه الداخلي والحفاظ على استقراره السياسي والاجتماعي. وقد انعكس ذلك في مواقفه تجاه القضية الفلسطينية؛ حيث يواصل الأردن تأكيده على مركزية هذه القضية، وعلى ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

إلى جانب ذلك، يلعب الأردن دورًا مهمًا في دعم الجهود الإنسانية والإغاثية، خصوصًا مع استمرار العدوان على غزة وما يترتب عليه من أوضاع إنسانية مأساوية. ويبرز دوره في التنسيق مع المجتمع الدولي، ونقل المساعدات عبر حدوده، مع تأكيده رفض محاولات التهجير أو تصفية القضية الفلسطينية على حساب أمنه الوطني.

الملك عبدالله الثاني ورعايته لغزة

يلعب جلالة الملك عبدالله الثاني دورًا محوريًا في دعم الشعب الفلسطيني عامة، وأهالي غزة على وجه الخصوص. فقد أكد جلالته في مواقف متعددة أن غزة ليست قضية إنسانية فحسب، بل هي قضية سياسية تمثل جزءًا أساسيًا من الحل العادل والشامل للصراع الفلسطيني–الإسرائيلي.

ومن الناحية العملية، حرص الأردن بقيادة الملك عبدالله على إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع عبر جسر الملك حسين والمستشفيات الميدانية الأردنية في غزة، التي ما زالت تقدم خدماتها الطبية منذ سنوات طويلة. كما شدد جلالته مرارًا على رفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم أو تصفية قضيتهم على حساب الأردن أو غيره من الدول.

وتُعد مواقف الملك عبدالله صوتًا عربيًا معتدلًا في المحافل الدولية، حيث يركز على ضرورة وقف العدوان، ورفع الحصار، وتمكين الفلسطينيين من الحصول على حقوقهم المشروعة، مؤكدًا أن معاناة غزة هي جرح للأردن وللعالم العربي بأسره.

غزة: جرح الأمة النازف

أما غزة، فهي تمثل اليوم أحد أبرز ملفات الصراع العربي–الإسرائيلي، وأحد أكثر القضايا الإنسانية إلحاحًا. فالوضع الإنساني هناك يزداد تعقيدًا بفعل الحصار والعمليات العسكرية المتكررة، الأمر الذي جعلها رمزًا لمعاناة الشعب الفلسطيني وصموده في وجه الاحتلال.

الصراع في غزة لم يعد مجرد قضية محلية، بل أصبح له أبعاد إقليمية ودولية؛ فهو يختبر مواقف الدول العربية، ويعيد طرح سؤال جوهري حول وحدة الموقف العربي وقدرته على حماية الحقوق الفلسطينية في ظل الضغوط الدولية والإقليمية.

المشهد العربي العام

في هذا السياق، يظهر أن الأوضاع في الوطن العربي متأرجحة بين محاولات بعض الدول تحقيق استقرار داخلي وتنمية اقتصادية، وبين انشغال أخرى بقضايا أمنية وصراعات إقليمية. القضية الفلسطينية، ورغم كل التحديات، تبقى حجر الزاوية الذي يحدد مواقف الشعوب والحكومات على حد سواء.

خاتمة

إن العلاقة بين الأردن وغزة اليوم ليست مجرد تواصل جغرافي أو سياسي، بل هي علاقة مصير مشترك، يعكس إدراك الأردن العميق بأن استقراره مرتبط بحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية. وفي ظل التحديات الراهنة، يبقى على الوطن العربي أن يعيد ترتيب أولوياته، وأن يترجم تضامنه مع غزة إلى مواقف عملية تحمي الحقوق وتدفع باتجاه سلام عادل وشامل.

مدار الساعة ـ