أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات دين بنوك وشركات خليجيات مغاربيات ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

لمن يحشد الملك في نيويورك


علاء القرالة

لمن يحشد الملك في نيويورك

مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ

تواجد جلالة الملك عبدالله الثاني حاليا بالولايات المتحدة الأميركية ليس مجرد زيارة دبلوماسية تقليدية، بل هو امتداد لمسيرة أردنية راسخة وحازمة يقودها الملك لأجل توحيد الموقف الدولي وتحريك المياه الراكدة في مسار السلام، وصولا لاعتراف دولي كامل بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة، فما أهمية هذه الزيارة؟.

جلالة الملك بدأ زيارته في وقت دقيق على صعيد القضية الفلسطينية، حيث سيشارك بالاجتماعات الدورية للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تعد "منصة حيوية" لإعادة التأكيد على الحقوق الفلسطينية، وكما تعزيز الدعم الدولي لها، من خلال اللقاءات التي سيجريها جلالته على هامش المشاركة، مع العديد من القادة في العالم.

الأهم ، أن جلالته سيشارك في مؤتمر دولي، مخصص للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، وهو مؤتمر يحمل آمالا كبيرة بالدفع نحو خطوة نوعية على طريق تحقيق"السلام العادل" والشامل في الشرق الأوسط وذلك بعدما بذل جلالة الملك جهودا كبيرة لاقامة هذا المؤتمر،الذي كان له"دور محوري" في إقناع دول كثيرة في العالم بأهمية عقده .

وإذ يتضح البعد السياسي لتحركات جلالة الملك، فإن البعد الإنساني لا يقل أهمية، لا سيما في ظل ظروف إقليمية وإنسانية بالغة التعقيد،حيث يعاني الفلسطينيين بغزة والضفة الغربية من أزمة إنسانية متفاقمة نتيجة استمرار العدوان والحصار الإسرائيلي الجائر، ولهذا، حرص جلالته على "حشد الدعم" الدولي ليس فقط على المستوى السياسي، بل أيضا على المستوى الإنساني ايضا ،لتخفيف معاناة الفلسطينيين.

هذه الزيارة تبنى على رصيد طويل من التحركات الدبلوماسية والاجتماعات التي قادها جلالة الملك خلال السنوات الماضية، بهدف إقناع المجتمع الدولي بحق الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، استنادًا إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

إلى جانب ذلك كله، تسلط هذه الزيارة الضوء على الدور الكبير الذي يضطلع به الأردن في كشف محاولات التضليل الإسرائيلية، التي تسعى لتشويه الحق الفلسطيني وتقويض فرص السلام عبر سرديات مغلوطة، إلى جانب الاستمرار بأداء الدور الإنساني الذي يقدمه الأردن، كونه البوابة الحيوية لإيصال المساعدات الإغاثية والطبية إلى غزة والضفة الغربية، رغم التحديات الهائلة والصعوبات المستمرة.

خلاصة القول، إن تحركات جلالة الملك عبدالله الثاني ليست مجرد ردود فعل دبلوماسية، بل هي تعبير عن موقف استراتيجي راسخ، يجسد رؤية أردنية ثابتة تنطلق من الالتزام الأخلاقي والوطني تجاه القضية الفلسطينية، ولهذا يضع الأردن ثقله السياسي والدبلوماسي والإنساني في قلب الساحة الدولية، ليعيد تصويب البوصلة نحو حل الدولتين، وهذا ما سيكون وسيحدث في نيويورك.

مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ