ابو رمان: مستقبل العلاقة بين الاردن والكيان على صفيح ساخن (صور)

مدار الساعة - محمد قديسات -

توافق متحدثون في ندوة حوارية نظمها ملتقى همم بالتعاون مع الحزب الوطني الاسلامي مستقبل العلاقة الاردنية الاسرائيلية في ظل التطورات والتهديدات من الحكومة الاسرائيلية المتطرفة على انها دخلت مرحلة حساسة وخطيرة تجعل الابواب مفتوحة على كل الاحتمالات والسياقات مختلفة عن المراحل الماضية.

وشارك في الندوة التي عقدت بمدرج غرفة صناعة اربد كمتحدث رئيس الوزير الاسبق والكاتب والمحلل السياسي محمد ابو رمان وادارها وشارك بها المهندس وصفي عبيدات عضو المجلس المركزي للحزب بحضور رئيسة الملتقى وعضو الحزب النائب هالة الجراح

وقال أبو رمان ان إسرائيل تمثل اليوم أكبر تهديد للأمن القومي الأردني في ظل السياسات التي تنتهجها الحكومة اليمينية المتطرفة وسعيها إلى إنهاء الأمل بإقامة دولة فلسطينية.

وأكد أنّنا "لم نصل بعد إلى ذروة الصدام مع الاحتلال" مشيرا إلى أنّ إسرائيل جادة في مشروع ترحيل الفلسطينيين إلى الأردن وإقامة ما يعرف بالوطن البديل في إطار أوهامها بأن الأردن يمكن أن يكون حاضنة للفلسطينيين.

وأضاف أبو رمان أن أخطر ما يواجه المنطقة هو تعامل بعض الدول العربية مع الاحتلال بمعزل عن الحركة الصهيونية العالمية التي تقودها الصهيونية المسيحية في الوقت الذي يسعى فيه الاحتلال إلى هدم المقدسات في القدس تمهيداً لبناء الهيكل المزعوم.

كما أوضح أن إسرائيل تعمل حاليا على تقسيم الضفة الغربية جغرافيا عبر بناء المستوطنات وتحويلها إلى جزأين منفصلين وهو ما يجعل أي حديث عن دولة فلسطينية قابلة للحياة ضربا من المستحيل.

وبشأن اتفاقية الغاز مع الاحتلال بين أبو رمان أنها في مرحلة سابقة وفرت على الموازنة العامة حيث كان الغاز يكلف الأردن نحو مليار و200 مليون دينار سنويا وبسبب انقطاع الغاز المصري آنذاك ساعدت الاتفاقية على تغطية النقص لكنها بالمقابل أسهمت في إضعاف أمن الطاقة الداخلي وارتهان الأردن لمصدر واحد.

ولفت إلى أن إسرائيل تسعى كذلك إلى إضعاف سوريا والتدخل في الجنوب السوري خصوصاً في السويداء بهدف السيطرة على مصادر المياه والمضي نحو تقسيم سوريا.

واستذكر أبو رمان رؤية الملك الراحل الحسين بن طلال الذي وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحق رابين بـ"العملة النادرة" لكونه من القلة الذين طالبوا بإعطاء الضفة الغربية للفلسطينيين معتبراً أن اغتيال رابين شكل اغتيالا لعملية السلام برمتها وبداية لمرحلة جديدة من الصراع.

واكد أبو رمان بالقول إن المعادلة بعد 7 أكتوبر تغيّرت تماما فالاحتلال اليوم يتصرف بمنطق الهجوم والهيمنة ويسعى إلى إنهاء اتفاقية أوسلو وفرض واقع جديد قائم على طرد الفلسطينيين ما يجعل المنطقة أمام مرحلة شديدة التعقيد والخطورة

واشار ابو رمان ان هذه الاطماع الاسرائيلية "الصهيونية" احدثت تحول جذري في الموقف الاردني من كينونة العلاقة مع الكيان وتجسد ذلك بشكل جلي في خطاب جلالة الملك في قمة الدوحة وخطاب وزير الخارجية في اكثر من محفل كممثل لموقف الحكومة والدولة الاردنية فكان خطاب قوي غير مسبوق واستخدم مصلحات واوصاف لم تكن متداولة سابقا ما يعني ان الاردن قرأ المشهد بشكل عميق.

واشار ابو رمان ان الاردن يمتلك اسلحة وادوات تمكنه من مواجهة الخطر الاسرائيلي منها اعادة النظر باتفاقية السلام التي وقعها الاردن بعد اتفاقية اوسلو بالاضافة الى العقيدة الاستراتيجية وتلاحم الموقفين الرسمي والشعبي والاستعداد الشعبي الفطري للاسهام باي خطوات يقررها الاردن اذا ما نفذ اليمين المتطرف تهديداته.

ولفت الى ان حكومة اسرائيل المتطرفة تحاول ممارسات ضغوطات على الاردن للقبول بخططها للترحيل والوطن البديل والضغط عليه من باستخدام ورقة السويداء بالاضافة الى التهديد المباشر وهو ما يتعامل معه الاردن باستباقية عالية وهو يتعامل مع الخطر الاسرائيلي في سياق الواقع.

بدوره اكد المهندس عبيدات ان المرحلة الراهنة هي من اشد المراحل التي مر بها الاردن خطورة

منذ عام 2011 في ظل حكومة كيان صهيوني متطرف مارق على كل القوانين والاعراف والقيم ويمارس ابشع انواع الابادة الجماعية ضد اخوة الدم والعروبة والاسلام ما يحعل الاردن في فهوة النار.

واشار عبيدات الى ان الخطورة البالغة لهذه المرحلة تتطلب انصهار تام في بوتقة الوطن من مختلف الاطياف ليبقى الاردن على اهبة الاستعداد وبجاهزية وتعبئة عامة لمواجهة اي خطر اسرائيلي قادم واشاد بقوة وصلابة الموقف الاردني رسميا وشعبيا وسياسيا وارتفاع حدة الخطاب الاردني الواثق بالقدرةعلى لجم التطرف الصهيوني الذي يهدد المنطقة برمتها.

وقالت النائب الجراح ان هذها لندوة تاتي في ظل ظروف دقيقة بمر بها وطننا وامتنا ازاء تصاعد التحديات السياسية والامنية والاقتصادية التي تفرضها العلاقة مع الكيان الصهيوني وهي علاقة ماتزال مثار جدل واسع بين مختلف مكونات الشعب.

واشارت النائب الجراح الى ان الاجابة اواقعية لسؤال محوري فحواه "الى اين تسير العلاقة الاردنية الاسرائيلية ، وكيف يمكن لنا رسم مسار ينسجم مع ثوابتنا الوطنية والقومية ويحمي الاردن من كل ما يهدد امنه ومستقبله هو الهدف الرئيس من هذه الندوة .

ونوهت الى ان ملتقى همم والحزب الوطني الاسلامي اخذا على عاتقيهما عمل العديد من الورش والندوات لتكون منبرا للحوار وفرصة لطرح الرؤى حول مختلف القضايا بما يخدم مصالح الاردن العليا ومستقبل اجياله