أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات دين بنوك وشركات خليجيات مغاربيات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

عنبتاوي يكتب: الإعداد النفسي في كرة القدم الأردنية والحلقة المفقودة


نائل عنبتاوي

عنبتاوي يكتب: الإعداد النفسي في كرة القدم الأردنية والحلقة المفقودة

مدار الساعة ـ

يعد الاعداد النفسي من العناصر الأساسية ، التي لا تقل أهمية عن عناصر الاعداد الأخرى كالإعداد البدني والاعداد المهاري (التكنيكي) والاعداد الخططي (التكتيكي) للاعب كرة القدم.

إذ يركز الإعداد النفسي على الجانب العقلي والانفعالي للاعبين، حيث تتطلب كرة القدم، لما تتمتع بها من شعبية ومتغيرات كثيرة أثناء اللعب؛ تهيئة اللاعب من الناحية العقلية والانفعالية لمواجهة متطلبات ضغوط المباريات من حيث المنافسة وضغوط التحكيم والجمهور داخل الملعب وخارجه واراء وسائل الإعلام والمحللين والتواصل الاجتماعي مما يتطلب من اللاعب الثبات الانفعالي والقدرة على التركيز والمحافظة على ذلك الثبات، وهو ما يتجاوز البعد الظاهري لكرة القدم الذي قد يقتصر فهمه على التدريب البدني فحسب.

ما يدفعني لكتابة هذه السطور؛ هو التأهل التاريخي لمنتحبنا الوطني لكأس العالم وما تتطلبه هذه المرحلة من توفير كافة متطلبات النجاح للكرة الأردنية والاستمرار بتلك النجاحات من بينها الحالة الذهنية والنفسية والقدرة على التكيف النفسي الإيجابي في كل الظروف للاعب كرة القدم فالمعد النفسي ضمن الكادر الفني والإداري أصبح ضرورة واقعية وليس خيارًا، عالميًا.

وجود المعد النفسي يبدأ من أكاديميات كرة القدم مرورا بالفئات السنية حتى الوصول للفريق الأول، وظهرت جوانب القصور لدينا في هذا النوع من الاعداد من خلال الشواهد الحية حيث ظهرت تلك الشواهد بمنتخبنا الوطني والذي يفترض أن يكون الاعداد النفسي والثبات الانفعالي في أفضل صورة لما يمتلك اللاعبون من خبرات كبيرة الا أن اللاعبون لم يتم اعدادهم نفسيا في مراحل الناشئين من خلال الاندية وظهرت بعض الملاحظات الناتجة عن قصور في الاعداد النفسي وعدم توفر معد نفسي بالأندية اسوة بالمعد البدني ومحلل الاداء في كل فريق حيث ينعكس هذا القصور على لاعبينا في المنتخبات الوطنية . تمثلت جوانب القصور بما يلي:

أولا: حالة التذبذب في مستوى أداء اللاعبين بين مباراة وأخرى، فعلى الرغم من الفارق الزمني البسيط بين المباريات؛ مثلا كان الثبات الانفعالي والتركيز في أوجه في مباراة عمان واختفى كليا في مباراة العراق الأخيرة وقد يكون مرد ذلك انشغال اللاعبين بالاحتفال على مواقع التواصل بالتأهل وعدم قدرة الكادر على اعادة اللاعبين للحالة الذهنية والتركيز في المباراة التالية.

ثانيا: عدم القدرة على توفير عقود تليق بمستوى اللاعبين قياساً لما حقق بكأس أسيا وتصفيات كأس العالم حيث نلاحظ عدم قدرة اللاعب على تحديد خياراه الملائم بسهولة وانشغال اللاعب بعملية التسويق التي يفترض أن ينشغل بها وكيل الأعمال ويتفرغ اللاعب فقط لتطوير مستواه.

ثالثا: التأثير المباشر لمواقع التوصال على القدرة النفسية للاعب الأردني، فمنشورات بعض اللاعبين على وسائل التواصل الاجتماعي تدل على أن اللاعب ينشغل بتعليقات الذم وعبارات المدح والثناء مع أن اللاعب يعلم أن هذه التعليقات لا تصدر من مختصين وانما من جمهور تأخذه العاطفة والانتماءات للأندية عند تعليقه على مستوى اللاعب، وهو ما يفرض حالة من الرقابة السلبية التي قد تنعكس سلبًا على أداء واستعداد اللاعب لا سيما في المباريات الحاسمة.

رابعا: انخفاض مستوى بعض اللاعبين في انديتهم، فبعد كل عملية استدعاء للمنتخب يظهر المحك الرئيسي في الحُكم على أداء اللاعب الا وهو اختياره لتمثيل المنتخب، فالأصل أن اللاعب يستمر بتطوير أدائه بشكل مستمر وفي هذا الجانب من الامثلة الناجحة في الثبات الانفعالي، مالك شلبية وأدهم القرشي ويوسف أبو جلبوش وصالح راتب، حيث استمر ادائهم المميز سواء عند اختيارهم أو عدم اختيارهم وهذا يمثل ثبات انفعالي عالي لهؤلاء اللاعبين.

في النهاية، تظهر العقلية الاحترافية للاعب بهذا النوع من الإعداد حيث يعد الإعداد النفسي من عوامل نجاح لاعب كرة القدم والأيام القادمة قد تشهد ضغوطًا نفسية كبيرة على لاعبي منتخبنا الوطني، فأثناء مشواره للإعداد لكأس العالم كالخسارة في بعض المباريات الودية وما ينتج عنها من تحليلات وانتقادات أو من خلال تفكير اللاعب وانشغاله عند كل عملية استدعاء اللاعبين للمعسكرات وكذلك التعليقات سواء الاعلامية او من وسائل التواصل الاجتماعي السلبية منها التي تؤثر على اللاعب، أو حتى في المقابل التعليقات الإيجابية، والتي قد تؤدي إلى ثقة مبالغ فيها قد ترتقي للغرور.

وكذلك الانشغال بعروض الاحتراف كل ذلك من شأنه أن يتطلب وجود للاعداد النفسي والثبات الانفعالي على أعلى المستويات، كما نمني النفس بالاهتمام بهذا النوع من الاعداد بدءاً من أكاديميات كرة القدم وصولا إلى الفريق الاول في النوادي الاحترافية، وألا يقتصر هذا النوع من الإعداد على نصائح عابرة من المدربين أو الأهالي والأصدقاء، بل أن يتم بطرق علمية مدروسة تطبق وفقا للمقاييس والاختبارات النفسية العالمية، ليصبح بذلك الإعداد النفسي ممارسة مستمرة وراسخة في الرياضة الأردنية.

مدار الساعة ـ