أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب مجتمع أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف مناسبات جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

الأردن وصوت الملك.. من وعد بلفور إلى الاعتراف بفلسطين


فؤاد سعيد الشوابكة

الأردن وصوت الملك.. من وعد بلفور إلى الاعتراف بفلسطين

مدار الساعة ـ

في لحظة تاريخية فارقة، أعلنت بريطانيا وكندا وأستراليا اعترافها الرسمي بالدولة الفلسطينية. هذا التحول الكبير في الموقف الدولي لم يأتِ من فراغ، بل هو ثمرة معارك سياسية ودبلوماسية طويلة خاضها الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي حمل القضية الفلسطينية في قلبه وضميره، ودافع عنها في كل محفل دولي بلا كلل أو ملل.

كيف لبريطانيا، صاحبة وعد بلفور المشؤوم، أن تتحول اليوم إلى مؤازر لإقامة الدولة الفلسطينية؟ كيف تخلّت ألمانيا عن دعمها الثقيل لإسرائيل، بعدما كان نتنياهو يفاخر قائلاً: "تحميني ألمانيا في أوروبا"؟ كيف قادت فرنسا، بقيادة ماكرون، مبادرة حل الدولتين؟ وكيف قرر الاتحاد الأوروبي مراجعة اتفاقية شراكته مع إسرائيل؟

الإجابة تكمن في جهد أردني هادئ ومثابر، قاده الملك شخصياً، بصوت الحكمة تارة وبخطاب الحقيقة الصريح تارة أخرى، حتى اخترق جبهات الداعمين لإسرائيل، وأسقط جزءاً كبيراً من الرواية الصهيونية التي روّجت لها لعقود.

الملك كان حاضراً في كل المشاهد:

أول زعيم عربي واجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ملف التهجير وقال له بوضوح: "لن يكون".

أول قائد عربي يلتقي المستشار الألماني فريدريش ميرز قبل توليه الحكم وبعده.

لم تتوقف جولاته على عواصم القرار، من بروكسل إلى برلين، ومن باريس إلى واشنطن.

ألقى خطاباً تاريخياً أمام البرلمان الأوروبي أيقظ الضمائر وكشف زيف الاحتلال أمام العالم.

اليوم، يدرك الأردن تماماً حجم التحولات التي تشهدها المنطقة. صحيح أن عين تل أبيب على الضفة الغربية، لكن الأردن لا يخاف، ولديه من القوة والإمكانيات ما يحمي به حدوده وأمنه ومصالحه. الرسائل الأردنية وصلت إلى كل الأطراف، وقوبلت بما يلزم من فهم واحترام وتقدير.

لم يكن الأردن يوماً تابعاً أو متردداً، بل كان دائماً في مقدمة الصفوف، يقود بصمت حيناً، ويرفع صوته بالحق حيناً آخر، حتى غيّر اتجاه الريح الدولية نحو الاعتراف بالحق الفلسطيني.

هذه هي قيادة الهاشميين… صوت الحق في زمن الضجيج، وحائط الصدّ الذي يحمي فلسطين والأردن معاً. سيبقى الملك والأردن في طليعة الأمة، ثابتين لا تهزّهم العواصف، ومؤمنين بأن المستقبل لن يكون إلا للعدل والحرية والسلام.

مدار الساعة ـ