أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات دين بنوك وشركات خليجيات مغاربيات ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

وجهوا أبصاركم إلى نيويورك


علاء القرالة

وجهوا أبصاركم إلى نيويورك

مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ

اليوم، تتجه الأنظار إلى نيويورك، حيث يقف جلالة الملك عبدالله الثاني على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، حاملا صوت فلسطين، واضعا العالم أمام مسؤوليته الأخلاقية والإنسانية والتاريخية، فالخطاب هذه المرة سيكون مختلفا كما أعتقد عن كل ما سبقه، لأنه لن يترك مجالا للحياد، فإما أن ينحاز العالم للعدالة، أو يواصل صمته المتواطئ أمام هذه الجرائم، فما أهمية خطاب اليوم؟.

من قلب نيويورك ومن منبر الأمم المتحدة وأمام قادة العالم وشعوبهم، سيواجه جلالة الملك الصمت الدولي الذي أصبح شريكا باستمرار العدوان على غزة، وكما أنه سيفضح بكل شفافية "ازدواجية المعايير" الدولية، التي كشفها هذا العدوان على حقيقتها، فأنه سيؤكد للجميع أن العدوان على غزة جريمة لن يغفرها التاريخ ولن يمحوها الزمان مهما طال.

منذ سنوات، يثبت الأردن بقيادة جلالة الملك يثبت أن الدبلوماسية ليست مجرد حضور شكلي بالمحافل الدولية، بل فعل مؤثر يغير المواقف ويهز الضمائر، واليوم، سيتجدد هذا الدور ليؤكد أن فلسطين ليست "قضية أردنية" فقط، بل قضية الأمة كلها، وأن الدفاع عن غزة واجب أخلاقي لا يسقط بالتقادم، ولا يساوم عليه بالمصالح أو التحالفات او غيرها.

خطاب الملك اليوم، كما أتوقع، لن يكون فقط دفاعا عن فلسطين، بل مواجهة مع العالم الذي يتشدق بشعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان، فكيف لدولة أن تتحدث عن "حماية المدنيين وحقوقهم" بعد كل ما يحدث، بينما يقتل المدنيون في غزة يوميا أمام الشاشات؟، وفي أوقات سقط فيها القناع عن دول لطالما تباهت بالقيم، فإذا بها تصطف إلى جانب المحتل والمجرم.

الملك لطالما اكد أن لا سلام ولا استقرار دون الاعتراف بـ "دولة فلسطين" المستقلة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية، مشدداً على أن هذا الطرح ليس خيارا سياسيا، بل الطريق الوحيد لإنهاء دوامة الدماء، أما الاستمرار بـ"مناورات التسويف" فهو مجرد تأجيل للانفجار القادم، الذي لا يعرف العالم متى يبدأ ومتى ينتهي.

موقفنا في الأردن، لم يتبدل وفق الظروف أو المصالح ،فالأردن يعلن دائما أنه لا مساومة على القدس، ولا تنازل عن الحق الفلسطيني، ولا صمت على معاناة الأبرياء بغزة والضفة الغربية، وهذا ما نؤكدة دائما، وبكل مكان وزمان وفي كل اللقاءات والمحافل، وهذا ما يجعل صوت جلالته مسموعا ذا مصداقية أمام العالم، بدليل أن سلسلة الاعترافات التي قامت بها دول كبرى بدولة فلسطين نتاج لهذا الموقف الهاشمي الثابت.

خلاصة القول، وجهوا أبصاركم وأسماعكم إلى نيويورك، فهناك سيقول الملك كلمة للتاريخ، كلمة تحمل " وجع غزة" وصمود فلسطين، وتضع العالم أمام امتحان صعب، إما أن ينحاز للعدالة، أو يواصل التواطؤ والصمت عما يحدث للأبرياء في غزة، وحينها لن يغفر التاريخ ولا الاجيال المقبلة للعالم هذا التواطؤ والصمت.

مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ