الأردن... أمة عطشى في قلب الصحراء

لطالما كان الأردن، بتركيبته الجغرافية الصحراوية، مرادفًا لشح المياه. ومع ذلك، فإن الأزمة المائية التي يواجهها اليوم ‏تتجاوز ‏الندرة الطبيعية، لتصبح تحديًا متعدد الأوجه يمس الأمن القومي والاستقرار الاجتماعي والنمو الاقتصادي. ‏إنها أزمة ‏تتشابك فيها العوامل البيئية والديموغرافية والجيوسياسية لتشكّل واقعًا معقدًا يستلزم حلولًا استراتيجية ‏عاجلة ‏ومدروسة.

والأرقام تكفي لفهم حجم الأزمة، يُصنَّف الأردن باستمرار ضمن أفقر دول العالم مائيًا. فحصة الفرد من المياه ‏المتجددة لا ‏تتجاوز 100 متر مكعب سنويًا، وهي نسبة متدنية للغاية مقارنةً بخط الفقر المائي الذي حددته الأمم ‏المتحدة عند 500 متر ‏مكعب للفرد سنويًا. ويشير خبراء المياه إلى أن الكمية المتاحة حاليًا من المياه تكفي نحو مليوني ‏شخص فقط، بينما تجاوز ‏عدد السكان 11 مليون نسمة في عام.

جذور الأزمة: من ندرة الموارد إلى سوء الإدارة

لا يمكن فصل واقع المياه في الأردن عن أرقامه الصادمة. فوفقًا لبيانات وزارة المياه والري والاستراتيجية الوطنية للمياه، ‏‏بلغت حصة الفرد من المياه المتجددة عام 2021 نحو 61 مترًا مكعبًا سنويًا، ما يضع الأردن في مصاف أشد الدول فقرًا ‏مائيًا. ‏هذه النسبة أقل بنحو عشرة أضعاف من خط الفقر المائي الذي توصي به الأمم المتحدة، وتكشف الفجوة ‏الكبيرة بين ‏العرض والطلب.

تعتمد المملكة بشكل كبير على الاستغلال المفرط للمياه الجوفية التي تمثل الغالبية العظمى من إمداداتها. يثير هذا ‏‏الاعتماد مخاوف جدية بشأن الاستدامة؛ إذ تُستنزف الأحواض الجوفية، وخاصة حوض الديسي، بمعدل يفوق كثيرًا ‏‏قدرتها على التجدد، ما يزيد خطر تملّح المياه الجوفية ويهدد بجعلها غير صالحة للاستخدام في غضون عقد‎‏. ‏

توضح مقارنة حصة الفرد الأردني من المياه التفاوت الكبير بين حصة الفرد في الأردن والمعايير الدولية:

حصة الفرد الأردني (2021): 61 مترًا مكعبًا/فرد/سنة

خط الفقر المائي (دوليًا): 500 متر مكعب/فرد/سنة‎

خط الندرة المائية المطلقة: 1000 متر مكعب/فرد/سنة‎

تتفاقم الأزمة بفعل عاملين رئيسيين يصعب التحكم بهما: النمو السكاني السريع وتأثيرات التغير المناخي. فالنمو السكاني ‏‏المرتفع، المدفوع بموجات اللجوء المتتالية من دول الجوار، وضع ضغطًا هائلًا على شبكات المياه والبنية التحتية الهشة. ‏وتُقدّر ‏الاستراتيجية الوطنية للمياه ارتفاع عدد السكان من 11 مليونًا في عام 2021 إلى 16.8 مليونًا بحلول 2040، ما سيزيد ‏الطلب على ‏المياه بشكل كبير.

أما التغير المناخي فيُعقّد المشكلة بطرق متعددة. فرغم عدم تسجيل انخفاض ملحوظ في متوسط الهطول السنوي، فإن ‏‏الرطوبة النسبية ومعدلات التبخر-النتح ارتفعت بصورة واضحة. هذا الارتفاع يقلّل المياه المتاحة في السدود والخزانات، ‏ويزيد ‏الطلب على مياه الري. وتتوقع الخطط الوطنية انخفاضًا إضافيًا في الموارد المائية العذبة التقليدية بنسبة 15% ‏بحلول عام ‏‏2040‏‎.

3.2. الفاقد المائي: تحدٍ إداري ومالي يفاقم الأزمة

إلى جانب ندرة الموارد، تمثل تحديات الإدارة عنصرًا حاسمًا. يُعد الفاقد المائي غير المدر للإيرادات‎ (NRW) ‎من أخطر هذه ‏‏التحديات، إذ يُقدّر بنحو 50–52% من إجمالي المياه المتاحة للاستخدام البلدي، ويتوزع بين تسربات في الشبكات القديمة ‏‏واعتداءات وسرقات على الخطوط. ويُظهر ذلك أن الأزمة ليست طبيعية فحسب، بل هي أيضًا نتاج قضايا هيكلية تتعلق ‏‏بالحوكمة والبنية التحتية وإنفاذ القانون.

وأظهرت دراسات أن سرقة المياه ليست هامشية؛ إذ تشمل عمليات ضخ واسعة من خطوط رئيسية مثل ناقل الديسي، ‏أحيانًا ‏بمساعدة شركات بنية تحتية تشيّد أنفاقًا احترافية لتحويل آلاف الأمتار المكعبة. هذه الحقائق تعيد صياغة ‏السردية التي غالبًا ‏ما تُحمّل العوامل الخارجية المسؤولية، لتؤكد أن تحسين الإدارة الداخلية، ومكافحة الفساد، وتحديث ‏البنية التحتية يشكل ‏أكثر من نصف الحل.

كما يسهم التصور السائد لدى الجمهور بأن المياه ليست سلعة نادرة، مع الدعم الحكومي المرتفع، في إضعاف جهود ‏الترشيد. ‏وتتطلب المعالجة تغييرًا سلوكيًا وثقافيًا موازيًا للمشاريع الهندسية لتعزيز الوعي بقيمة كل قطرة ماء. وتهدف ‏الاستراتيجية ‏الوطنية للمياه إلى خفض الفاقد إلى 25% بحلول 2040، بدعم من البنك الدولي.

استراتيجية الحلول: مشاريع كبرى لمواجهة العطش

لمواجهة هذا الواقع، أطلق الأردن سلسلة من المشاريع الكبرى والمبادرات الاستراتيجية التي تهدف إلى زيادة المعروض من المياه وتنويع مصادرها.

يُعد مشروع ناقل المياه من العقبة إلى عمّان، المعروف بـ “الناقل الوطني الأكبر في تاريخ المملكة. يهدف، بكلفة تُقدَّر بين ‏‏2.5–2.9 مليار دولار، إلى تحلية مياه البحر الأحمر في العقبة وضخها إلى ‏العاصمة والمناطق الشمالية. وبقدرة إنتاجية ‏تصل إلى 300 مليون متر مكعب سنويًا، من المتوقع أن يلبّي نحو ثلث ‏احتياجات الأردن المائية بحلول 2030‏.

يتبنى المشروع نهجًا مبتكرًا ومستدامًا يعتمد على الطاقة المتجددة، وخاصة الطاقة الشمسية، لتشغيل محطات ‏التحلية ‏والضخ. ويعكس هذا التحول إدراكًا بأن الحلول التقليدية المعتمدة على استنزاف المياه الجوفية لم تعد ‏مجدية على المدى ‏الطويل. ويتطلب التنفيذ تمويلًا دوليًا وشراكات مع بنوك التنمية والقطاع الخاص، ما يؤكد أهميته ‏الاستراتيجية.

لم يقتصر الحل على المشاريع الجديدة، بل شمل أيضًا إعادة تقييم وإدارة المصادر التقليدية والبديلة:

● مشروع ناقل مياه الديسي: يُعد أكبر مصدر للمياه العذبة للعاصمة، بطاقة 100 مليون متر مكعب سنويًا من حوض جوفي ‏أحفوري. لكنه يواجه ‏تحديات جدية تتعلق بعدم استدامة المصدر واحتمالات النضوب أو التملّح خلال عقود. كما ‏طُرحت شكوك حول جودة ‏المياه لاحتوائها مستويات مرتفعة من نظائر الراديوم، ما يستدعي خلطها بمصادر أخرى ‏لتصبح صالحة للشرب.

● سد الوحدة: يقع على نهر اليرموك على الحدود مع سوريا ويهدف لتوفير المياه للاستهلاك والزراعة. ورغم رمزيته في التعاون ‏الإقليمي، فإن ‏فعاليته محدودة؛ إذ انخفض متوسط تدفق اليرموك من 16 مترًا مكعبًا/ثانية إلى نحو متر واحد فقط ‏بسبب إنشاء سوريا ‏أكثر من 48 سدًا وحفر آلاف الآبار على الحوض، في مخالفة للاتفاقيات المشتركة.

● إعادة استخدام المياه العادمة: حقق الأردن تقدمًا ملحوظًا في المعالجة وإعادة الاستخدام، إذ تصل الكمية المعاد ‏استخدامها إلى نحو 190 مليون متر ‏مكعب سنويًا، تُوظف أساسًا في الزراعة للتعويض عن نقص المياه العذبة. ومع ‏ذلك، تواجه هذه الممارسة تحديات مثل ‏المخاوف الصحية وممانعة بعض المزارعين الذين يفضلون المياه العذبة.

يُظهر هذا التنوع في المشاريع أن الحلول المائية قد تثير بدورها تحديات جديدة. فمشروع الديسي، رغم أهميته، يعتمد ‏على ‏مورد محدود؛ وسد الوحدة يتأثر بتعقيدات سياسية؛ وحتى إعادة استخدام المياه المعالجة، وهي بيئيًا خطوة ‏ناجحة، ‏تواجه حواجز اجتماعية وصحية. لذا لا يكفي بناء البنية التحتية وحده، بل لا بد من منظومة حوكمة قوية، ‏وإنفاذ قانون ‏فعّال، وتوعية مجتمعية لضمان الاستدامة.

المشاريع والمبادرات المائية الكبرى في الأردن

اسم المشروع الهدف الاستراتيجي القدرة/الحجم الحالة/التحديات

الناقل الوطني تحلية مياه البحر الأحمر 300 مليون متر مكعب/سنة قيد التنفيذ، يعتمد على تمويل دولي

مشروع الديسي استخراج المياه الجوفية الأحفورية 100 مليون متر مكعب/سنة استدامة محدودة، مشاكل جودة المياه

سد الوحدة إدارة المياه السطحية (اليرموك) سعة 115 مليون متر مكعب تدفق مياه محدود بسبب انتهاكات الاتفاقيات

إعادة استخدام المياه العادمة استغلال المياه البديلة 190 مليون متر مكعب/سنة مخاوف صحية ومقاومة من المزارعين

المياه والسياسة: قضايا عابرة للحدود

كان نهر الأردن شريانًا حيويًا ومحورًا للسياسة في المنطقة. لكن نتيجة تحويلات المياه في الدول المجاورة، ولا سيما ‏ التي بدأت عام 1964، انخفض التدفق السنوي للنهر بصورة كارثية من نحو 1300 مليون متر ‏مكعب إلى ما ‏يُقدَّر بـ 20–30 مليون متر مكعب فقط. هذا الانخفاض الذي يتجاوز 98% حوّل النهر إلى قناة لتصريف ‏المياه المالحة ‏المتبقية من الاستخدامات الزراعية والبلدية.

وفي سياق اتفاقية السلام لعام 1994، حصل الأردن على حصة ثابتة من مياه النهر. ومع ذلك، تظهر ‏ديناميكيات القوة في اضطرار الأردن لشراء 10 ملايين متر مكعب إضافية سنويًا، ما يؤكد ارتباط الأمن ‏‏المائي الأردني بالتعاون الجيوسياسي.

سعيًا لتجاوز هذه المعادلة المعقدة، طُرحت مبادرة "الماء مقابل الطاقة". تقوم ‏الفكرة ‏على مقايضة: ينشئ الأردن محطة للطاقة الشمسية لتزويد الكهرباء، مقابل تزويد الأردن بـ 200 مليون ‏متر مكعب ‏من المياه المحلاة.

يرى بعض الخبراء أن الاتفاق يحمل مزايا عملية واقتصادية؛ إذ قد يغطي قرابة نصف العجز المائي السنوي، ويُعد ‏أقل ‏كلفة من بناء محطة تحلية محلية، ويُمكّن الأردن من الاستفادة من موارده الشمسية الوفيرة. غير أن الصفقة ‏أثارت جدلًا ‏سياسيًا واسعًا؛ إذ اعتبرها معارضون شكلًا من التطبيع وتنازلًا عن السيادة المائية. وعلى خلفية الغضب ‏الشعبي في الأردن ‏بسبب أحداث غزة، تم إيقاف المفاوضات بشأن الاتفاق أواخر عام 2023.

طريق الأردن نحو الأمن المائي... مسيرة تتطلب صبراً وشراكةً

في الختام، يواجه الأردن أزمة مائية عميقة ومتعددة الأبعاد تتجاوز حدود الجفاف وندرة الموارد. فبينما يمثل النمو ‏‏السكاني السريع والتغير المناخي عوامل مُفاقِمة لا يمكن تجاهلها، تمتد جذور الأزمة أيضًا إلى قضايا إدارية وحوكمية، ‏أبرزها ‏الفاقد المائي الكبير‎‏. ‏

وتتجلى استراتيجية المواجهة في نهج متعدد المسارات يجمع بين المشاريع الضخمة مثل الناقل الوطني، والإدارة الحذرة ‏‏للموارد التقليدية، وتوسيع الحلول غير التقليدية مثل إعادة استخدام المياه المعالجة. ومع ذلك، لا تخلو هذه ‏المسارات من ‏التحديات، سواء كانت تقنية كاستدامة حوض الديسي، أو سياسية كما في التعقيدات المرتبطة بنهري ‏الأردن واليرموك‎‏. ‏

إن طريق الأردن نحو الأمن المائي مسيرة طويلة وشاقة، لا تنجح إلا عبر تنفيذ استراتيجية وطنية متماسكة تهدف إلى ‏رفع ‏كفاءة الاستخدام، وتقليل الفاقد، وتعزيز الوعي المجتمعي. كما يتعيّن على الأردن مواصلة بناء شراكات ‏استراتيجية، إدراكًا ‏بأن الأمن المائي لا ينفصل عن الاستقرار والتعاون الإقليمي. ويتطلب ذلك إرادة سياسية قوية، ‏وتخطيطًا دقيقًا، وقدرة على ‏الموازنة بين الضرورات الاقتصادية والاعتبارات السياسية‎.

المصادر وقراءات إضافية:

1. alanbatnews.net/article/440082

2. www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/alamarat-tmwwl-atfaq-altaqt-alshmsytalmyah-byn-asrayyl-walardn

3. www.unicef.org/jordan/ar/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AC%D9%87%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%A6%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%AF%D9%86

4. www.youtube.com/embed/ZOWABpYGXw0

5. www.aljazeera.net/politics/2023/11/23/%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%B1%D9%81%D8%B6%D9%87-%D9%85%D9%8A%D8%A7%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%84-%D9%85%D8%A7-%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D8%A6%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%AF%D9%86

6. marsad.ecss.com.eg/48800/

7. water.fanack.com/ar/jordan/water-infrastructure-in-jordan/

8. ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%A1_%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84_%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%87%D8%B1%D8%A8%D8%A7%D8%A1

9. jcss.org/wp-content/uploads/2021/12/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%AF%D9%8A%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B3%D8%AA%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9.pdf

10. hobertek.com/ar/what-are-the-reasons-why-solar-pumps-stop-working/

11. alghad.com/Section-199/%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%AF%D9%86%D9%8A/%D9%85%D8%AF%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D9%82%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%B3%D9%8A%D9%88%D9%81%D8%B1-300-%D9%85%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86-%D9%85-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A7%D9%87-%D9%81%D9%8A-2030-2042849

12. mwi.gov.jo/EBV4.0/Root_Storage/AR/EB_Ticker/National_Water_Strategy_2023-2040_Summary-Arabic_ver2.pdf

13. mwi.gov.jo/ebv4.0/root_storage/ar/eb_list_page/%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9_%D8%A8%D9%86%D8%A7%D8%A1_%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B9%D8%A9_%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87%D8%A9_%D8%A3%D8%AB%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%BA%D9%8A%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%A7%D8%AE%D9%8A_%D8%B9%D9%84%D9%89_%D9%82%D8%B7%D8%A7%D8%B9_%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A7%D9%87-0.pdf

14. www.annd.org/en/publications/details/jordan-and-water-from-natures-thirst-to-injustice-hala-murad

15. www.unav.edu/web/global-affairs/detalle/-/blogs/jordan-river-basin-hydropolitics-as-an-arena-for-regional-cooperation

16. www.worldbank.org/en/news/press-release/2023/06/18/estimated-1-6-million-people-in-jordan-to-benefit-from-new-project-to-tackle-jordan-s-water-crisis-and-build-climate-res

17. www.trade.gov/country-commercial-guides/jordan-environment-and-water-sector

18. en.wikipedia.org/wiki/Aqaba%E2%80%93Amman_Water_Desalination_and_Conveyance_Project

19. en.wikipedia.org/wiki/Al-Wehda_Dam

20. en.wikipedia.org/wiki/National_Water_Carrier_of_Israel

21. www.wikiwand.com/en/articles/National_Water_Carrier_of_Israel

22. www.researchgate.net/publication/361822954_The_Jordan_Israel_and_UAE_Water-for-energy_Deal_Potential_and_Pitfalls_of_Energy_and_Water_Sharing-Agreements_in_the_Middle_East_-_KAS_Jordan_Office_Analysis_Paper

23. www.lse.ac.uk/research/research-for-the-world/politics/politics-of-water-jordan

24. www.mdpi.com/2073-4441/15/7/1315

25. www.mdpi.com/2073-4441/15/21/3729

26. 2021.icl-group-sustainability.com/reports/dead-sea-water-level/

27. www.unicef.org/jordan/water-sanitation-and-hygiene

28. en.wikipedia.org/wiki/Jordan_River

29. www.genevawaterhub.org/sites/default/files/document/2Final_EngYarmoukDesign_0.pdf

30. https://www.ecomena.org/water-scarcity-jordan/

31. اﻷﻤن اﻟﻤﺎﺌﻲ اﻷردﻨﻲ : اﻟﺘﺤدﻴﺎت واﻷﺨطﺎر Jordan's Water Security

32. Jordan - Water Sector Efficiency Project (English)

33. Monitoring location Jordan River Near East Jordan, MI - USGS-04127800