أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب مجتمع أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف مناسبات جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

ابو زيد يكتب: فارس بني هاشم في الأمم المتحدة.. ملك الكلمة والشعب والمواقف


زيد أبو زيد
أمين سر المكتب السياسي لحزب مسار

ابو زيد يكتب: فارس بني هاشم في الأمم المتحدة.. ملك الكلمة والشعب والمواقف

زيد أبو زيد
زيد أبو زيد
أمين سر المكتب السياسي لحزب مسار
مدار الساعة ـ

في ميدان الأمم المتحدة و كالعادة في كل مقامٍ كان حديث جلالةِ الملك عبدالله الثاني ابن الحسين كالماء القراحِ في حلقِ الظامئ يتصببُ مندفعًا اندفاعَ نهرِ السين العظيمِ في نقائهِ وصفائهِ، مترجمًا عظمةَ الأمةِ، وعبقرية الإنسانية في تطلُّعِها إلى العدالةِ والحريةِ والديمقراطيةِ والرخاء والحرية للشعوب المقهورة ووقف حروب الابادة وكشف الحقائق عن طبيعة الحكومة الاسرائيلية المتطرفة ،

وهو حديثٌ شهدٌ عندَ الذائقِ الفَهِمِ في كل الموضوعات التي يطرقها حول قضايا الصراع في المنطقة، وأنسنة العولمة، وتوفير الغذاء والدواء لأبناء الإنسانية، وعن السلام والإسلام مستشهدًا في مرات عديدة بمرتكزات رسالة عمان في الوسطية ومذكرًا أن كل الأديان حثت على التسامح.

في الأمم المتحدة تحدث الملك عبدالله الثاني ابن الحسين مذكرًا الانسانية جمعاء بأن ملايين البشر يقضون أيامًا بلا طعام، ومتسائلًا عن معاناةِ الملايين وعن مجاعة غزة ومطامع اسرائيل ونهجها التوسعي

وكان جلالة الملك يذكر العالم دوماً في كل حديث عن نقصَ الغذاءِ في القرنِ الحادي والعشرين، وعن موتِ الملايينِ من سوء التغذيةِ كلَّ عام، ومطالبًا المجتمع الدولي بالتحرك لمواصلة بذل الجهود لمعالجة شح الغذاء ولكنه اليوم يتحدث عن إبادة جماعية وتطهير عرقي وتهجير ونهج توسعي ، ومؤكدًا التحدياتِ الخطيرةَ التي تواجه الأمن المجتمعي في المنطقة والتحديات في ظلّ حكومة اسرائيلية ترفظ السلام وتسعى إلى توسيع الحروب

جلالة الملك ظاهرةً قيادية عالمية ومن استمع إلى كلماته وحديثه يتذكر عالمية الطرح والنهج الملكي في التعامل مع قضايا العالم ، والتي كانت موجودة من قبل، كالتغير المناخي، وشح المياه الصالحة للشرب حول العالم، والأزمات الاقتصادية العالمية، والاضطرابات الإقليمية، وأزمة اللجوء العالمية غير المسبوقة التي ألقت بظلالها على الإمدادات الغذائية للاجئين الذين تسببت الحروب الأهلية والصراعات بتشريدهم، وتجويعهم، وتمزيق بنيان مجتمعاتهم، وشكلت ضغطًا على المجتمعات المستضيفة، كما شكلتها على اللاجئين والنازحين والمعذبين على حدٍّ سواء، وهو تحدٍّ يعرفه الأردن جيدًا، وفي ذلك يتمثل للسامع معاناة الأردن من هجرات عديدة مرّ بها منذ بدايات القرن العشرين حتى اليوم، وهي هجرات أثرت في مصيره واقتصاده ومقدراته؛ لتأتي الحرب على غزة فرصة لتذكير العالم بقضية شعب عمرها عقود و يتعين على أنظمة العالم جميعًا اغتنامها، لبناء نظام عالمي أكثر فاعلية وشمولاً وإنسانية. وذلك بإعادة الحق لاصحابه وهي فرصة ايضاً لضبط العولمة، وتعزيز العمل العالمي المشترك، لمنفعة الجميع، والتركيز على روح الابتكار التي يتطلبها المستقبل. للمساعدة على توجيه الموارد العالمية، وفقًا لما تقتضيه الحاجة، لدعم قطاعات محورية، كالبنية التحتية الزراعية، وهنا فعلى قادة العالم الاقتداء برؤى جلالته والعمل لصالح الانسانية.

ان جلالة الملك لم يخاطب المجتمعين في الأمم المتحدة فحسب بل خاطب كل الإنسانية، وبكلام نابع من قلب إنسان يغار على الإنسانية ليخرج من صدره الكلام جميلًا حلوًا نابعًا عن عقل وتجربة، خبرتها السنون، وصقلتها الأحداث، وأنارها الوعي بكل ما يجري على سطح هذا الكوكب الذي أضحى مشاعًا للمغامرات غير المحسوبة، وباسم مسميات يستحدثونها، ومصطلحات يسوقونها، مرة بالحديد والنار والقنابل والصواريخ، ومرة بوسائل إعلام غاب عنها العقل كما غاب عنها الصدق، وهم الذين أوجدهم الله أصلًا فوق هذه الأرض لأعمارها، لا لتخريبها، جاعلين عنجهية القوي شعارًا لإذلال الضعيف، متخذين من الاستكبار شعارًا يستبيحون به الدماء، ويمرغون به الكرامة بوسائل ما أنزل الله بها من سلطان، حتى اشتكت الأرض لخالقها مما يجري ويكون، مؤكدًا حقيقية كونية في إعمار الكون والحفاظ على صحة وسلامة الإنسانية.

لقد طرح جلالة الملك حلولًا للإنسانية، وقدم الأردن مثالًا للتعاون حين قال: إن التعاون أساس العمل الإقليمي والعالمي، ولطالما وقف الأردنيون إلى جانب الشعوب في المنطقة وقدموا الدعم لهم؛ إذ إن موقع الأردن الإستراتيجي، في نقطة تلاقي إفريقيا وآسيا وأوروبا، يمكّن الأردن من تسهيل العمل الدولي وتنسيقه، بالإضافة إلى إمكانية عمله بوصفه مركزًا إقليميًّا للسلام وهذا من شأنه أن يسارع الاستجابة العالمية للأزمات والكوارث القادمة ويعززها.

لقد كنت دائمًا منساقاً بكليتي وأنا أستمع لخطابات جلالة الملك وهو يتحدث في حكمة كافية لحل مشكلات التطرف والإرهاب ومشكلات فلسطين والعراق وأفغانستان وكشمير والسودان والصومال وليبيا وسوريا وجاء هذا الحديث الذي بين فيه جلالة الملك وعبر كلمته في الأمم المتحدة ليؤكد هذه الحقائق، وليعزز كذلك مفهوم الأمن الإقليمي .

ومن جانب آخر أذكر بحقائق أكدها جلالة الملك في كل خطاباته وحواراته ولقاءاته في الموضوع الفلسطيني حيث يؤكد جلالة الملك الحق التاريخي والأممي للفلسطينيين في وطن مستقل على ترابهم الوطني وعاصمته القدس الشريف يعيش الجميع فيها بحرية بعيدًا عن الطائفية والعصبية، وفي ذلك نهاية المشروع الصهيوني التوسعي، وعودة كل أبناء الشعب الفلسطيني إلى أرضهم التي هجروا منها، فهل من عاقل يسمع، وهل من ظالم متغطرس يأخذ درسًا، وهل تعي الإنسانية أن السكوت عن الحق لا يجوز؛ فالساكت عنه شيطان أخرس.

لقد قال القائد أحلى الكلام، وداعب المشاعر والعقول والقلوب، وهو ينادي بثقة وإيمان بسعادة الإنسان في إحقاق الحقوق وإنهاء كل الصراعات ووقف الحروب، وفي كيفية رسم معالم الديمقراطية والنظام الإنساني الجديد، فكانَ حديثُ الملكِ شهدٌ عندَ الذائقِ الفَهِمِ، فهل من متعظ؟

مدار الساعة ـ