أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف مناسبات جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

مرافعة الملك في الأمم المتحدة


فايز الفايز

مرافعة الملك في الأمم المتحدة

مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ

منذ ما يقارب خمس وعشرين عاما وجلالة الملك عبدالله الثاني يسعى إلى أن تكون منطقتنا خالية من أي فوضى، ورغم ذلك فإن المنغصات تخرج عن مسارها ومع هذا قاد جلالته دفة القيادة متكئا على شعبنا العظيم الذي يساند كل المهمات ويدفع بكل همة لا تفتر، ولو تتبعنا خطوات جلالته لرأينا أنه لا تفتر له همة، ومع هذا حمل جلالته أعباءً بما لا يستطيع أحد أن يحملها بأكبر من طاقته، فها هو يتصدى إلى كل أخطاء الماضي كي تبقى منطقتنا العربية أو من هي أقرب منا، خصوصا مع القضية الفلسطينية التي حملها جلالته إلى منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة ليضع النقاط على الحروف فيما يخص قضية الشعب الفلسطيني .

إن جلالة الملك بات مقتنعا أن السلام لن يكون إلا إذا تم الاتفاق على كافة الشروط، فلا حتمية لسلام يرفض الإسرائيلي مناقشته، بينما يدرك الإسرائيلي أن لا حل يقدمه، لأن رئيس وزراء الاحتلال لا يريد سوى القضاء على الشعب الفلسطيني ولو حكم على الفلسطينيين لزج بهم جميعا في بوتقة النار، ورغم ذلك فإن كل المعطيات تنبئ بغير ذلك ، فالقضية المركزية ليست حصريا لها بل لكل عربي مسلم أو مسيحي.

من هنا وقف جلالة الملك ليقول لكل دول العالم أن السلام العادل هو السبيل الوحيد الذي ترتكز عليه قرارات الأمم المتحدة ومهما جرى من قناعات يتذرع بها الجانب الإسرائيلي فإن الملك يشير أن السلام في منطقتنا سيبقى يراوح مكانه وتبقى القضية الفلسطينية هي محور الصراع في الشرق الأوسط، فالصراع الفلسطيني – الإسرائيلي سيبقى مختلفا عن الحروب المدمرة في أكثر من التي تعاني حتى هذا اليوم، وهذا هو أقدم صراع استمر في العالم وهو احتلال غير قانوني يقابله شعب مسلوب الإرادة من قبل دولة تدعي أنها ديمقراطية.

ومن على منصة الأمم المتحدة أكد جلالته أن الصمت قد يعني قبول الوضع الحالي والتخلي عن إنسانيتنا وهذا أمر لا يمكننا القيام به، مشددا على التعهد بأن دروس التاريخ حيث أقسم العالم بعدم تكرار أخطاء الماضي، لذلك شهدنا المزيد من الدول التي أيدت وقف دائم لإطلاق النار في غزة وايصال المساعدات الإنسانية دون عوائق ودعم الفلسطينيين ويدرك أن القوة ليست أساسا لتحقيق الأمن، بل مقدمة لعنف أكبر .

ولو تتبعنا فيما يدور برأس جلالته لفهمنا أن هناك إخفاقا ينبغي أن يثير الغضب ويدعو لاتخاذ إجراءات صارمة خصوصا من الدول الديمقراطية، إذ أن الفلسطينيين قوبلوا بعقود من التغاضي والخذلان وأن الحرب على غزة هي واحدة من أحلك الأحداث في تاريخ المنظمة والظلم الذي يمتد لعقود عديدة وعلى امتداد ثمانية عقود خلت، فإلى متى سنكتفي بإصدار الإدانة تلو الأخرى دون أن يتبعها قرار ملموس، وعندما يتعلق الأمر بالصراع الفلسطيني يبدو بأن ما يدور في مراكز صنع القرار السياسي بما لا صلة لما يحدث على أرض الواقع .

كما أشار جلالته، إن إسرائيل تستولي على المزيد من الأراضي تقوم بتوسعة بالمستوطنات غير القانونية و تهدم بيوت الفلسطينيين وتشرد أحياء بأكملها، وحتى الأماكن المقدسة في القدس تعاني من التدنيس والتخريب من قبل أولئك الذين يتمتعون بحماية الحكومة، وأي عبث بالوضع الحساس في مدينة القدس سيتسبب بتفجير صراع عالمي، فقد رأينا أكثر من خمسة وستين ألف شهيد وأصيب خمسين الف طفل ورأينا ضمير العالم يتحرك من كل ركن في العالم نصرة لغزة .

وبالرغم من هذا فإن الأردن يمثل المركز الرئيس للاستجابة الإنسانية الدولية في غزة، فالفلسطينيون يعيشون في دوامة قاسية جراء ما تفعل بهم الحكومة الصهيونية حيث يستمر القصف العشوائي ويستشهد الفلسطينيون ويشردوا من كل شيء ويحرمون من حقوقهم الأساسية وكرامتهم الإنسانية.

إن المعطيات تؤشر على أن الآلة الإسرائيلية لم تبق على أرض غزة حيث دمرت المستشفيات والمدارس والكنائس والمساجد وانتشرت المجاعة وهذا لم يحدث في التاريخ الحديث، كما أن الإسرائيلي لا يهمه سوى أن يطيع قيادته ، والدعوات الاستفزازية للحكومة الإسرائيلية الحالية التي تنادي بما يسمى إسرائيل الكبرى وهذا الأمر لا يمكن قبوله، فهل كان العالم سيستجيب بمثل هذه اللامبالاة.

مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ