أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات خليجيات مغاربيات دين بنوك وشركات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

ابو زيد يكتب: أي زمن تعيشه أمتنا؟


زيد أبو زيد
أمين سر المكتب السياسي لحزب مسار

ابو زيد يكتب: أي زمن تعيشه أمتنا؟

زيد أبو زيد
زيد أبو زيد
أمين سر المكتب السياسي لحزب مسار
مدار الساعة ـ

خطابات ولقاءات وقمم في زمن الحروب والقلاقل.

فمن الحرب الصهيونية المجرمة على غزة والضفة الغربية والاعتداءات على المقدسات إلى عربدة صهيونية إمتدت من المحيط إلى الخليج العربي وقطار الموت يستقله المئات يوميا في عالم غابت بوصلته واختلت معاييره ورغم ذلك يتلهى البعض بذكرى انتصارات أكل عليها الدهر وشرب، ويتلهى البعض الآخر بقضايا تافهة ليس لها عمق او هدف، وتقف الاغلبية في عالمنا العربي تشاهد الفصول الاخيرة لانهيار منظومتنا العربية وفشل مشروعنا النهضوي في زمن الهزيمة ، وهنا وان كنت احمد الله ان الوطن الذي يسكن قلبي واسكنه بعيدٌا عن زلزال الاضطرابات والقلاقل التي عمت وطمت كل شيء في وطننا العربي الكبير رغم أن التهديد بالتوسع الصهيوني يأخذ مساحات واسعة من تصريحات عصابة الحكم الصهيونية، ولكن رغم أننا في قلب المنطقة والعاصفة لازالت تضرب وتزلزل كل شيء مما يتطلب من كل واعٍ وحريص الاَ تغفل العين عن رواد الفتن كما يجب على دولتنا أن لا تغفل أي أمر وهي تتعامل مع أكثر حكومات الكيان الصهيوني تطرفًا رغم علمي بحكمة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه وكذلك جاهزية قواتنا المسلحة والأجهزة الأمنية لأي طاريء.

وفي غمرة ذلك كله تنتفض نفسي وجسدي حسرة على فلسطين وخوفاً على الاقصى فقد واتت الظروف معتدٍ اثيم لينفذ اجندته دفعة واحدة على ارض فلسطين الحبيبة دون خوفٍ او وجل او حتى سؤال في عالمٍ عربيٍ تتقاذفه الاعاصير مع حكومة صهيونية متطرفة ومعظم حكومات إسرائيل متطرفة ولكن هذه الحكومة أكثر تطرفا ولا يمكنوصفها إلا بالعصابة المنفلته من عقالها في ظل إدارة أمريكية تائهة ولا تثبت على موقف ولا تدافع عن حليف وقصف الدوحة العربية شاهد جلي كشمس تموز.

وإنما طرحت هذه المقدمة وأنا أرى ما يعانيه أهلنا في فلسطين من قهر في سبيل تحرير بلادهم من دنس المحتل الصهيوني وحماية القدس والمسجد الاقصى المبارك من قطعان المستوطنين وجنود الاحتلال، وأرى من جهة أخرى تخاذل معظم قادة العالم عن دعم أهل فلسطين رغم مواقف الإعتراف الأخيرة بالدولة الفلسطينية وهي اعترافات بدولة محتلة وحرب الإبادة والتهجير والتشريد والتهويد مستمر .

كما أن انشغال معظم حكام العالم العربي بقضايا بلادهم عن قضية شعب فلسطين المضطهد في ارضه المحتله وربما أن حالة الانقسام الفلسطيني يفاقم الأزمات ناهيك عن الانقسام بين غزة والضفة ولكنه ليس موضوع البحث الآن وله وقته المناسب، و لكنه يعطي فرصة ليظهر للعلن التواطيء العالمي مع العدو الصهيوني في السعي الى تشكيل الجغرافيا العربية وتفكيك مقومات نهوض الأمة لصالح المشروع الأمريكي- الصهيوني في المنطقة، بل أنَ بعض مكونات النظام العالمي انتقلت من لعب الدور المستتر إلى الدور المفضوح كعنوان للتبعية والانفتاح والارتهان السياسي ، بعبارة أخرى لم تعد القضايا العربية القومية عموماً ، والقضية الفلسطينية بالذات مهمة للنظام العالمي الجديد ،بل أصبحت عبئاً عليه،فتخاذلت هذه الأنظمة حيناً عن دعم الشعب الفلسطيني ،ثم انتقلت لتقف في خدمة الكيان الصهيوني ، في تعبير عن فقد الوعي الانساني وثوابته ومرجعياته سواء بالنسبة للقضايا السياسية الاقتصادية الاجتماعية ، او لغيرها ليصبح هذا النظام العالمي رهناً لحراك السياسة الأميركية الجارية، والأفكار التي تقدمها وإن كانت بخجل تحاول تصحيح ذلك.

اننا اليوم ونحن ننظر الى المشهد الفلسطيني في عموم ارض فلسطين ننظر بشكل خاص الى القدس حيث تستمر قوات الاحتلال الصهيوني بخرقها لحرمة المسجد الأقصى بعد أنْ وسعت عمليات التهويد في مدينة القدس حتى شمل الشجر والحجر، ونقول إن القدس والأقصى لن تنتظر ، فالتهويد يتم على قدم وساق، والمؤامرة تكبر، والمخطط يتم على الأرض لهدم المقدسات واحلال قطعان بني صهيون في ارض المعراج.

واننا الان والجمعية العامة منعقدة مع كل عمل يؤدي الى تحقيق الحقوق المشروعه للشعب الفلسطيني وبما فيها حل مشكلة اللاجئين الفلسطينين وعودة مدينة القدس وهذا ما أكد عليه جلالة الملك في كلمته أمام الهيئة العامة للأمم المتحدة، وأشار لذلك أيضا بعض حكام العرب.

إن أي حل لا يحقق دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس محكوم عليه بالفشل ونتائجه ستكون مدمرة ، وهذا التذكير رداً على تصريحات أخيرة لقادة الكيان الصهيوني تشير الى أن حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين يجب ان يكون بما يوافق مبدأ يهودية الدولة الصهيونية, أي بما يوافق مبدأ لا عودة لأي لاجئ فلسطيني إلى فلسطين.

وصحيح ان الكيان الصهيوني حالياً هو أقوى قوة عسكرية في الشرق الأوسط ، وقواته التقليدية تتفوق بكثير على جيوش جيرانها العرب، وهو الكيان الوحيد في المنطقة الذي يمتلك أسلحة نووية، ومنسوب العنصرية في حكومة نتنياهو يرتفع من يوم إلى آخر، وباتت هي المقياس للنجاح السياسي للوزراء وغيرهم من أعضاء الكنيست، والمراهن على هكذا كيان سيكون شريكاً في الجريمة الرامية إلى وأد قضية الشعب الفلسطيني،ولكن كل ذلك يمكن أنْ يتوقف في حال توقف الصمت العربي والإسلامي والعالمي والأمريكي بشكل خاص للحفاظ على مصالحه على أقل تقدير.

أنَ ما يحدث في القدس خطير لا سيما اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى ، و له بعد سياسي يتعلق بأي تسوية قادمة لجهة تصفية القضية الفلسطينية" ، وهنـــ ا ادعو الى وحدة الموقف الفلسطيني لإنهاء حالة الانقسام والإسراع بإبرام اتفاق مصالحة للتصدي للاحتلال، و كما ادعو الدول العربية والإسلامية الى تحمل مسؤولياتها تجاه القدس وإدارة علاقاتها مع الإدارة الأمريكية على أساس مصالح الشعب الفلسطيني في القدس وفلسطين، وأدعوا الجماهير العربية والإسلامية الى التضامن مع الشعب الفلسطيني بما تسمح به الظروف المحلية والقوانين.

مطالباً الولايات المتحدة الأمريكية بأنْ لا تقرأ السكون خطأً، ولا تبيع الكلام للشعب الفلسطيني، وتبيع الكيان الصهيوني دعما فالشعب الفلسطيني لن يقف مكتوف الأيدي تجاه ما يحصل في القدس وفلسطين ، ولا مجال للسكوت عما تتعرض له القدس العربية من تهويد واستيطان ينتهكها من كل جوانبها, وما افتعال قطعان المستوطنين لأزمات على شاكلة تدنيس المسجد الأقصى من خلال محاولاتهم المس به والسيطرة عليه إلاَ جزء من بوادر هذا التدمير للقدس والأقصى الذي يقصد به فرض واقع صهيوني على القدس وأهلها العرب.

والدولة الصهيونية مصرِة لا على سلب الأرض وتهويدها , وصهر القدس وصهينتها كعاصمة أبدية للكيان الوافد المصطنع , القائم على امتهان الإنسان الفلسطيني وسحق كرامته , ومصادرة أرضه .

أن معركة القدس هي المعركة الكبرى رغم ما يحدث في غزة, و لا يمكن لأحد أنْ يتجاهل هذه المعركة فهي تستهدف المدينة المقدسة، والأُمة لابدَ أنْ تتوحد وتتجمع جهودها وطاقاتها لوقف المخططات الصهيونية، ودعم الصمود الفلسطيني في أرضه، واتخاذ موقف عربي وإسلامي جاد وحازم، للحفاظ على عروبة وإسلامية القدس والأقصى وفلسطين وإشغال الكيان الصهيوني عن أي مخططات تستهدف الأمة العربية وعلى الأخص فلسطين .

ونقول ان الموقف الاردني الذي عبر عنه جلالة الملك المفدى عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم في دعمه لصمود الشعب الفلسطيني ورفضه القاطع لممارسات قطعان المستوطنين وهمجية جيش الاحتلال وتهديده باعادة النظر في كل المعاهدات والاتفاقيات مع الكيان الصهيوني الذي لم يحترم يوما اي معاهدة موقف عظيم مقدر من الشعوب كلها ، وهو موقف يعبر كما الامر دائماً عن القوة والحكمة عند المليك المفدى، كما يقوم على العزيمة وقوة الارادة عندما يستقر الرأي على قرار وضع مصلحة الوطن والامة فوق كل المصالح والاعتبارات.

واضعين امام اعيننا حساسية ما تمر به كل المنطقة من ازمات، وان الملك المفدى وضع نصب عينيه هدفا ساميا ان يسير بالسفينة الاردنية الى بر الامان امام امواج متلاطمة عصفت سياسياً واجتماعياً واقتصادياً باوطان تمزقت اشلاؤها وانقسمت على نفسها ، بحكمة ودراية وروية وسياسة متزنة.

مدار الساعة ـ