على هامش لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين مع عدد من رؤساء الحكومات السابقين، الذي عُقد مساء الاحد في وقت وظرف استثنائي جرى بحث الأوضاع العامة في المنطقة، وبالأخص ما يتعلق بزيارة جلالته الأخيرة إلى واشنطن وما تبعها من لقاءات وخطابات في أروقة الأمم المتحدة والجمعية العامة. وقد برزت من خلالها مواقف الأردن الثابتة واستعداداته الدائمة لمواجهة مختلف التحديات، وفي مقدمتها الحرب الظالمة على قطاع غزة وما يحيط بالمنطقة من تداعيات واي تداعيات قد تواجه الاردن نتيجة لهذه الظروف
من هنا جاءت مقولة «قوة في الكلمة، وقوة في السلاح» التي عبّر عنها جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية، حين أكد أن الأردن على أتم الاستعداد للدفاع عن أمنه وسيادته ضد أي اعتداء خارجي، ومن أي جهة كانت. وقد أثبتت القوات المسلحة الأردنية — الجيش العربي — عبر العقود جاهزية وقدرة عالية على حماية الحدود وصون الوطن.الأردن لم يكن يومًا دولة هامشية، بل كان وسيبقى قوة متوازنة تجمع بين الحكمة السياسية والقدرة العسكرية. قوة في السلاح تجلّت عندما وقف الجيش العربي مدافعًا عن حدوده وأمن شعبه؛ فمعركة الكرامة الخالدة نموذج بارز على ذلك، كما أن مشاركة القوات المسلحة في مهمات حفظ السلام العالمية تمثل نموذجًا آخر يدل على المهنية والجاهزية المستمرة.وفي المقابل، فإن قوة الأردن لم تقتصر على السلاح، بل تجسّدت أيضًا في الكلمة والدبلوماسية الهاشمية الحكيمة. المحنكة فمنذ تولي جلالته العرش، رفع الملك عبدالله الثاني صوت الأردن عاليًا دفاعًا عن قضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. وكان موقف الأردن في الأمم المتحدة والمحافل الدولية ثابتًا: لا أمن ولا استقرار في المنطقة دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.وقد أوضح جلالته التطابق الكبير في وجهات النظر بين القادة العرب والمسلمين والدول الصديقة بشأن غزة، بما ينسجم مع الموقف الدولي، خاصة بعد اعتراف العديد من دول العالم بدولة فلسطين على أرضها وترابها. كما أن خطابات جلالته الداعية إلى الحوار بين الأديان ومواجهة التطرف والإرهاب بالفكر المستنير جعلت من الأردن منارة اعتدال، وصوتًا مسموعًا ومحترمًا في الشرق والغرب على حد سواء.نعم، سيبقى الأردن — على الخصوص — في حالة تأهب قصوى وجاهزية عالية، بقوة الكلمة وقوة السلاح، دفاعًا عن الوطن والقضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، حتى ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة على أرضه وترابه وعاصمتها القدس الشرقية.أبو زيد يكتب: الأردن.. قوة في الكلمة وقوة في السلاح
مدار الساعة ـ