تُعرف محافظة الزرقاء بأنها القلب الصناعي النابض للمملكة الأردنية الهاشمية، وهي تلعب دورًا محوريًا في الاقتصاد الوطني، حيث تساهم بنسبة كبيرة في الناتج المحلي الإجمالي وتوفر فرص عمل لآلاف الأردنيين. إن موقعها الاستراتيجي، وثروتها البشرية، وبنيتها التحتية المواتية، جعل منها وجهة استثمارية رئيسية ومحركًا للنمو الاقتصادي.

الأهمية الصناعية وموقعها الاستراتيجي

تتميز الزرقاء بتركيز غير مسبوق للنشاط الصناعي، حيث تستضيف حوالي 50% من المنشآت الصناعية في الأردن. هذا التركيز يعود إلى عوامل متعددة، أبرزها وجود مصفاة البترول الأردنية ومحطة الحسين الحرارية التي توفر الطاقة اللازمة للصناعات. كما أن موقعها على شبكة الطرق الرئيسية التي تربط الأردن بالدول المجاورة مثل سوريا والعراق والسعودية يمنحها ميزة تنافسية كبيرة في التجارة والتصدير. بالإضافة إلى ذلك، فإن وجود المنطقة الحرة والمناطق الصناعية المؤهلة قد سهل جذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية، مما عزز من مكانتها كمركز صناعي رائد.

قوة العمل والفرص الاقتصادية

تعتبر الزرقاء ثاني أكبر محافظة من حيث عدد السكان، مما يمنحها ثروة بشرية كبيرة. وتتميز المحافظة بارتفاع معدلات المشاركة في سوق العمل وانخفاض نسبي في معدل البطالة مقارنة بالعديد من المحافظات الأخرى. هذا يعكس ديناميكية اقتصادها وقدرته على استيعاب القوى العاملة. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات تتعلق بضرورة مواءمة مخرجات التعليم والتدريب المهني مع احتياجات سوق العمل المتغيرة، وكذلك خلق فرص عمل جديدة للشباب والخريجين الذين يبحثون عن وظائف في القطاعات الواعدة.

التحديات والآفاق المستقبلية

على الرغم من إنجازاتها الاقتصادية، تواجه الزرقاء بعض التحديات التي تتطلب حلولًا مبتكرة. النمو السكاني السريع، الذي يشمل اللاجئين والعمالة الوافدة، يضع ضغطًا كبيرًا على البنية التحتية والخدمات الأساسية. كما أن هناك حاجة ملحة لتعزيز المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تعتبر عصب الاقتصاد المحلي، وذلك عبر توفير التمويل اللازم والدعم الفني. أما بالنسبة للآفاق المستقبلية، فإن الخطط الحكومية لتطوير المدينة الصناعية والمشاريع الاستثمارية الجديدة تبشر بمستقبل واعد، مما يعزز من دور الزرقاء كشريك أساسي في تحقيق التنمية المستدامة في الأردن.