أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

المجالي يكتب: مسؤولية الخطاب الرسمي


محمود عبدالله المجالي

المجالي يكتب: مسؤولية الخطاب الرسمي

مدار الساعة ـ

ما كان همزا وغمزا، أصبح يتردد علنا، بأن وزير الخارجية أيمن الصفدي يستحوذ على الخطاب الرسمي للدولة الأردنية، ما أفقد الخطاب الرسمي تنوعه، وجعل باقي المسؤولين يدلون بتصريحات عمومية، لا يفهم منها شيء.

كان بالإمكان تجاهل الهمس حول هذا التفرد بالخطاب الأردني لكن الغياب الملحوظ لأغلبية المسؤولين عن الشاشات يؤكد وجوده، حتى ظهور أي مسوؤل نرى أنه يبقى في المنطقة الرمادية.

نحن هنا ننتقد الشخصية الاعتبارية التي يمثلها الوزير الصفدي، كوزير للخارجية وليس شخصه الكريم، كونه كان زميلا لنا في التلفزيون الأردني نخاطبه كإعلامي يفهم قواعد العمل.

خلال السنوات الماضية، مر الأردن ولا يزال، بظروف خارجية متعددة، مما يجري في غزة والضفة إلى سوريا والعراق ولبنان والحروب، كل ذلك فرض تداعيات كثيرة داخليا وخارجيا، وترك الأردن أمام أسئلة كثيرة من الإعلام الخارجي قبل الداخلي..

المتحدث باسم الحكومة ومسؤولون ذوو صلة لا يتجاوبون مع طلبات الإعلام، والسبب أنهم بحاجة لأذن الوزير، أو يخشون الظهور. وبالتالي أصبح اللجوء لوزراء ومسؤولين سابقين، للتحدث عن الموقف الأردني، من باب التحليل .

سأرد مسبقا، على من يقول، إن هذا مطلوب لضبط الخطاب الرسمي في الظروف الحساسة، وأقول هل باقي المسؤولين، لا يتمتعون بالحس الوطني للرد! أو غير مؤهلين، وهم في مواقع تتطلب منهم ذلك.

لا شك أن الوزير الصفدي قام بدور مهم في مواجهة ما يجري بغزة "رغم تحفظي على بعض خطاباته التي تحمل عبارات، لا تتناسب مع الدور الدبلوماسي الذي يقوم به".. أقول ذلك كإعلامي، يعيش في مطبخ الأخبار من عقود عدة، وأكاد أجزم أني أعرف كل وزراء الخارجية، ليس في المنطقة فقط، بل في العالم، أعرف أسلوب كل منهم وطريقته.

المقصد أن رجال الدولة في الأردن كثر، وأصواتهم مطلوبة في المستقبل، حيث القادم صعب، ونحن بحاجة أكثر لجبهة داخلية قوية، لمواجهة التهديدات.

فأحد أسباب ما يحدث من تجاوزات البعض، للتشكيك بدور الأردن في غزة، كان غياب الخطاب الإعلامي الرسمي والمجتمعي. وأعتقد أننا كنا بحاجة لتجربة كورونا السابقة، مؤتمرات صحفية يومية تعالج كل الأسئلة، وترد على كل تشكيك.

الوزير الصفدي من أكثر الوزراء الذين يفهمون كل ما قلت، لأنه إعلامي قبل أن يكون وزيرا، وعليه ألا ينسى ذلك. وحتى يفهم أكثر الصورة، عليه أن يضع نفسه مكان المسؤولين حاليا..

أنا أمارس حقي الإعلامي كأردني، ينتقد وزيرا يحمل حقيبة سيادية في حكومة بلده، تماما كما يتم يوميا انتقاد وزراء آخرين في الحكومة.

لذلك لا أتمنى سعة صدر من الصفدي فقط، وإنما توسيع المشاركة، وعدم التفرد بالخطاب الرسمي.

مدار الساعة ـ