أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات دين بنوك وشركات خليجيات مغاربيات ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

عواد يكتب: سلام على طريقة واشنطن


علاء عواد

عواد يكتب: سلام على طريقة واشنطن

مدار الساعة ـ

أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطته الجديدة المتعلقة بقطاع غزة جدلا واسعًا ليس فقط بسبب توقيتها بل أيضا بسبب طبيعة بنودها التي تعكس بوضوع رؤية أميركية إسرائيلية مشتركة للمرحلة المقبلة .

الخطة التي طرحت كمبادرة لإنهاء الحرب تقوم على وقف إطلاق النار ، الإفراج عن الرهائن، وإعادة إعمار غزة تحت إدارة تكنوقراطية بإشراف دولي .

لكن القراءة المتأنية تكشف أن الهدف الحقيقي يتجاوز الشعارات ليصل إلى تفكيك المقاومة والسيطرة على غزة سياسيًا وأمنيا .

فمن أبرز بنود الخطة اشتراط نزع سلاح حركة حماس ومنعها من أي دور في الحكم مستقبلا مقابل تشكيل حكومة تحت إشراف مجلس دولي هذا الشرط يعني عمليا إلغاء حضور المقاومة المسلحة والسياسية في غزة وتحويل القطاع إلى كيان منزوع القدرة على المواجهة ويخضع لرقابة دولية وأمنية لصالح إسرائيل

فهل ستوافق حماس على المقترح؟

فالخطة تسوق كميات سلام لكنها في جوهرها مشروع لنزع عنصر القوة الأساسي لدى الفلسطينيين في غزة .

والسؤال الأبرز أيضا هنا

لماذا لم يظهر ترامب بخطته إلا بعد مرور شهور طويلة على حرب وصفت بالإبادة ضد غزة ؟ آلاف الشهداء ، مئات الآلاف من النازحين ، ودمار هائل للبنية التحتية كلها مواقف لم تستدع من ترامب موقفا أو خطة عاجلة.

أما الآن وبعد أن تحقق للكيان الإسرائيلي جزء كبير من أهدافه العسكرية تأتي الخطة كإطار لإدارة ما بعد الحرب وليس لإنقاذ المدنيين أو وقف المجازر وهذا التوقيت يثير الشكوك حول جدية النوايا الأمريكية .

من ناحية أخرى وما يجعل الخطة أكثر هشاشة هو انها صيغة من طرف واحد:

الولايات المتحدة وإسرائيل مع بعض التشاور من أطراف اخرى سواء عربية أو دولية أما الطرف الرئيسي المعني حماس فقد وضع أمام خيار واحد

أما الموافقة أو الموافقة

فالمبادرات السياسية عادة تقوم على التفاوض بين الأطراف المتصارعة لا على إملاءات تفرض من طرف يعيش تحت القصف والتهجير فهذا الطرح يفقد الخطة عنصر التوازن ويجعلها أقرب إلى إعلان شروط استسلام لا إلى تسوية عادلة.

وغياب موافقة الطرف الآخر أي حماس يفقد الخطة شرعيتها على الأرض فكيف يمكن فرض حكومة تكنوقراط بإشراف دولي دون مشاركة القوى الفاعلة في غزة ؟

ومن سيضمن تنفيذ نزع السلاح ؟ وكيف ستفرض سلطة قوة دولية على مجتمع يرفضها؟

تتحدث الخطة أيضا عن إعادة إعمار غزة وتحويلها لمنطقة اقتصادية خاصة لكنها بالمقابل تضع ذلك في إطار مشروط أمنياً واقتصاديا بمعنى أن الهدف الأساسي ليس إعادة إعمار غزة بل وسيلة لربط القطاع بمشاريع اقتصادية واستثماريه تدار بشروط أمريكية وإسرائيلية وتستخدم لمنع عودة أي مقاومة كانت .

بالمحصلة نقول إن خطة ترامب الجديدة ليست إتفاقية سلام متوازنة بل مشروع لإعادة تشكيل غزة وفق مصالح إسرائيلية أمريكية مع إلغاء دور المقاومة وتجاهل معاناة شعب كامل خلال حرب مستمرة وتصاغ بشكل احادي لا يعترف بالطرف الأساسي في المعادلة

فالمقاومة لا تُلغى بقرار سياسي أو بإشراف دولي بل تعالج من جذورها بإنهاء الاحتلال وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني .

مدار الساعة ـ