أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات دين بنوك وشركات خليجيات مغاربيات ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

دولة الرئيس.. من شو خايف؟


علاء الذيب

دولة الرئيس.. من شو خايف؟

مدار الساعة ـ
دولة الرئيس.. من شو خايف؟

مدار الساعة - كتب علاء الذيب - منذ أكثر من عام، تسلم دولة رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان رئاسة الحكومة، وأدار ملفات معقدة في ظرف سياسي واقتصادي واجتماعي دقيق.

ومع ذلك، يبرز سؤال مشروع في الشارع الأردني؛ لماذا لم يظهر الرئيس حتى اللحظة في مقابلة تلفزيونية مطولة على شاشة التلفزيون الأردني، أسوة برؤساء وزراء سابقين، ليعرض بشكل مباشر أمام المواطنين ما تحقق من إنجازات وما هو قادم؟

الإعلام الرسمي يبقى الواجهة الأولى التي تصل إلى كل بيت أردني، خصوصا لأولئك الذين لا يتابعون وسائل التواصل الاجتماعي ولا المواقع الإخبارية الإلكترونية ، هؤلاء المواطنون لهم حق أصيل في الاستماع إلى رئيس وزرائهم مباشرة، بعيدا عن الفواصل الرقمية والتعليقات السريعة، عبر حوار معمق يشرح فيه الرؤية الحكومية ويوضح فيه القرارات التي تم اتخاذها.

لقد قام الرئيس حسان خلال العام الماضي بزيارة ١١ محافظة على ارض الواقع، وأجرى لقاءات ميدانية واتخذ قرارات مباشرة على الأرض، وهو جهد لا يمكن إنكاره ، لكن هذه الزيارات رغم أهميتها، لا تغني عن الظهور الإعلامي الرسمي الذي يضع جميع الأردنيين بالصورة الشاملة لما أنجز وما هو مخطط له.

إن المقابلة التلفزيونية ليست ترفا سياسيا، بل هي استحقاق وطني وأداة لتعزيز الثقة بين الحكومة والمواطنين ، فالتواصل المباشر يزيل الشكوك، ويعطي المجال لتصحيح المعلومات المغلوطة، ويوفر منصة يوضح فيها الرئيس منهجية عمله بعيدا عن الاجتهادات والتأويلات.

والناس اليوم لا يسألون فقط عن الجولات واللقاءات، بل عن مصير مشاريع كبرى وحيوية، أين وصلت السكة الحديدية التي قيل إنها ستربط العقبة والمناطق الصناعية، وما هي آخر التطورات في بركة البيبسي، والناقل الوطني للمياه، وما هي نسب الإنجاز الحقيقية في خطة التحديث الاقتصادي والإداري، كل هذه الملفات بحاجة إلى كشف بالأرقام، بعيدا عن العناوين العامة.

كما أن المواطن يريد أن يعرف، ما الذي يجري في ملف العاصمة الإدارية الجديدة، هل هناك خطة زمنية واضحة، وهل رصدت ميزانيات حقيقية للتنفيذ أم ما زلنا في مرحلة الدراسات والمقترحات، هذه المشاريع الاستراتيجية تمس مستقبل الأجيال، ومن حق الناس الاطلاع على تفاصيلها بلا غموض.

ولا يقف الأمر عند المشاريع، بل يمتد إلى حقوق فئات من المواطنين، فهناك آلاف من الخريجين القدامى ينتظرون مصير الإعلان المفتوح للتعيين، ويتساءلون؛ هل ستفتح الأبواب لهم مجددا أم أن الملف طوي بصمت، هؤلاء يستحقون إجابة واضحة من رأس الحكومة.

إلى جانب ذلك، يطرح الشارع أسئلة حول قانون الانتخاب البلدي الجديد وما يتضمنه من تعديلات، وكذلك إن كان هناك بالفعل تعديل مرتقب على قانون الانتخابات النيابية، خاصة وأن أي تغيير في هذه القوانين يعني تغييرا مباشرا في شكل المشاركة السياسية وتمثيل المواطنين.

اليوم، وبعد مرور أكثر من سنة على تولي الرئيس مهامه، من حق الأردني أن يجلس أمام شاشته الوطنية ويستمع إلى رئيس حكومته لساعة كاملة، يسمع عن التحديات، عن الإنجازات، عن الخطط المستقبلية، وعن القوانين والإصلاحات المنتظرة ، هذا التعبير المباشر يعزز الشعور بالشراكة ويعيد الاعتبار لدور الإعلام الوطني كمنبر وطني جامع.

إن المطالبة بهذه المقابلة ليست انتقادا بقدر ما هي دعوة صادقة لمأسسة التواصل الحكومي مع الناس، فكما أن الرئيس حسان حاضر في الميدان، فإنه مطالب أيضا بأن يكون حاضرا في الإعلام الوطني، ليضع النقاط على الحروف، ويمنح المواطنين الصورة الكاملة التي يستحقونها.

مدار الساعة ـ