أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب مجتمع أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف مناسبات جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

العتوم يكتب: السياسة الروسية في الإعلام الأردني


د. حسام العتوم

العتوم يكتب: السياسة الروسية في الإعلام الأردني

مدار الساعة ـ

روسيا الاتحادية العظمى دولة صديقة للعرب، ولنا هنا في الأردن. والعلاقات الدبلوماسية والسياسية الروسية مع المملكة الأردنية الهاشمية تاريخية وعريقة تعود جذورها لحقبة مليكنا الراحل العظيم الحسين بن طلال طيب الله ثراه وللزعيم السوفيتي نيكيتا خروشوف، وتحديدا لتاريخ 21 / أغسطس / 1963 وسط الحرب الباردة وسعير سباق التسلح بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية وبالعكس، وشكل الأردن في صدارة العرب ميزانا بين الشرق والغرب،و قدم السياسة والحوار على الصدام، وفي احدى الفترات الزمنية كما ذكر دولة مضر بدران في كتابه (القرار. ص 238 وبحكم عضوية الأردن في مجلس الأمن والأمم المتحدة عمل بدران بصفته رئيسا للحكومة على تأجيل قرار التصويت على إدانة الاتحاد السوفيتي بسبب تفجيره طائرة ركاب كورية قادمة من أمريكا بعد أن دخلت مجال جزيرة سخالين الروسية، وهو الأمر الذي أزعج أمريكا وقتها. وأظهر قوة القرار الأردني وحصانة السيادة الأردنية.

ويتمتع الأردن بعلاقات اجتماعية دافئة مع روسيا الاتحادية، وهكذا كان الأمر في العهد السوفيتي، وعلاقات مصاهرة، وزوجات، وأبناء، وأحفاد. وعلاقات ثقافية متميزة تقدمها في الزمن السوفيتي المنح الدراسية المفتوحة التي ساهمت في تخريج حوالي 25 الفا من الأردنيين، ولازالت روسيا الاتحادية تقدم المنح الدراسية للطلبة الأردنيين بحجم 180 منحة دراسية تشمل كافة التخصصات والدرجات العلمية (البكالوريوس، والماجستير، والدكتوراه). وعلاقات دبلوماسية أردنية – روسية ناجحة يتقدمها الان وزير الخارجية أيمن الصفدي وسيرجي لافروف، وكانت تسير بوتيرة ناجحة في الزمن السوفيتي السابق أيضا. ومسار سياسي أردني – روسي مستقر قديما وحديثا، وانسجام مشترك حول عدالة القضية الفلسطينية،و أهمية حل الدولتين، وبناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وعودة إسرائيل لحدود الرابع من حزيران وفقا للقانون الدولي وقرار 242 الذي صنع هنا في الأردن. وحول عدم شرعية المستوطنات اليهودية فوق الاراضي العربية.

وكما كان الحسين الراحل صديقا للاتحاد السوفيتي ولروسيا الاتحادية، هكذا أصبح جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله صديقا لروسيا ولفخامة الرئيس فلاديمير بوتين، وزيارات متكررة منذ عام 2001، وزيارة متوقعة هذا العام في منتصف أكتوبر للمشاركة في القمة الروسية – العربية، وزيارتين للرئيس بوتين للأردن، وقبلها زيارة للرئيس السابق الروسي دميتري ميدفيديف، ومشاركة عزاء بوفاة الملك حسين قام بها أول رئيس لروسيا بعد انهيار الأتحاد السوفيتي عام 1999 بوريس يلتسين. وحجم تبادل تجاري وصل إلى نصف مليار دولار بين الاردن وروسيا. وتعتبر روسيا الاتحادية الأردن دولة هامة وفي صدارة العرب بحكم موقعها الجيوسياسي،و بسبب امتلاكه أطول حدود مع إسرائيل (238) كلم. والمعروف هو بأن روسيا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في المقابل،و لها حضور ديمغرافي وسطها يصل إلى المليون نسمة معظمهم من اليهود. لكن روسيا علنا وبشجاعة لا تنسجم مع السياسة الخارجية الإسرائيلية، وتدين غطرستها واحتلالاتها للاراضي العربية،و نشر المستوطنات غير الشرعية فيها، وهي أي روسيا منصفة لقضايا العرب القومية والتي في مقدمتها القضية الفلسطينية العادلة في المقابل.

و السياسة الروسية المعاصرة حاضرة في الإعلام الأردني والذي طابعه حتى الساعة حكومي ولم يتحول بعد إلى إعلام دولة ووطن،و ينقسم إلى رسمي وخاص،و إلى محافظ وليبرالي،و يتسم بالتعددية، ويقبل بالرأي والرأي الأخر ويطرح البديل. وكما يستقبل المواد الإعلامية والسياسية المتعلقة بروسيا الاتحادية ومنها ماله علاقة مباشرة بالحرب الأوكرانية شيوعا، ينشر ويبث الأخبارو المقالات المغايرة التي تساند الطرف الأخر – الأوكراني في الحرب بسبب أن الحرب ليست حربنا، ومن زاوية حرية الرأي. ومن أكثر القنوات الأخبارية المتلفزة اهتماما بالشأن الروسي قناة (المملكة)، ووكالة الأنباء الأردنية – بترا، وموقعي عمون ومدار الساعة، وشهدت جريدة الرأي الأردنية في فترة زمنية سابقة اهتماما بالقضايا الروسية، ولاتمانع حاليا إلى جانب كبريات الصحف اليومية مثل الغد، والجوردن تايمز، والدستور، والسبيل من نشر كل ماله علاقة بروسيا.

في الأردن اليوم إلى جانب وزارة الاتصال الحكومي، هيئة إعلام،و لدينا 49 محطة بث تلفزيونية، و300 موقع الكتروني مرخصة، منها 184 إخبارية، و27 مطبوعة صحفية،منها 838 متخصصة،و 18 حزبية، و173 دار دراسات وابحاث، و16 مركز قياس للرأي العام، و311 دار ترجمة، و365 دار نشر، و355 دار دعاية، و421 مطبعة، و216 مكتبة متنوعة، و7 محطات (س. ن.ج)،و 297 شركة انتاج وتوزيع فني، 321 محلا للمصنفات، و21 دار عرض سينمائي، ومعارض للكتب.

جلالة الملك عبد الله الثاني قالها بصوت عال بأن حرية الرأي في الأردن سقفها السماء. والمادة 15 من الدستور الأردني نصت على أن الدولة تكفل حرية الرأي والتعبير وبالقول والكتابة والتصوير ووسائل التعبير شرط أن لا يتجاوز حدود القانون. ونقابة الصحفيين الأردنيين التي يقودها بنجاح ملاحظ مجلس نقابة والنقيب طارق المومني يتصفون بالتميز والابداع والمثابرة بشجاعة، فتحت خطا ساخنا لمتابعة قضايا الحريات الصحفية. ولا مكان للخوف بعد الان في الاردن من نشر وبث الرأي والرأي الأخر بشجاعة، فما بالكم ما له علاقة بالسياسية الروسية الدافئة التي تمثل شرق وجنوب العالم، وتقود نهج تعددية الأقطاب الذي ينادي بالحوكمة وبعدالة القانون الدولي وبرفض الاستعمار والتغول والتسلط واضطهاد الشعوب. ولم يشهد الزمن بتوقيف مقالة لي في السياسة الروسية من أي جهة رقابية أردنية.

شخصيا خضت تجربة ولم التفت للأحباط،و عبرت عباب مسيرة حافلة بالنجاحات في مجال تشكيل صورة ناصعة عن السياسية الروسية، شكلت جريدة الرأي وموقع عمون الاخباري، وموقع مدار الساعة، وقناة (المملكة) إلى جانب قناة سبوتنيك موسكو وبيروت قاعدة لها.فجاء كتابي الأول بعنوان (روسيا المعاصرة والعرب عام 2016 باكورة لأعمالي السياسية بعد ذلك، وأسعدني بأنه حظي بحفل إشهار تحت رعاية دولة الدكتور عدنان بدران والسفير الروسي وقتها بوريس بولوتين،وبشكر جلالة الملك عبد الله الثاني حمله لطرفي توقيع دولة الدكتور فايز الطراونة رحمه الله. وصدر كتابي الثاني (الرهاب الروسي غير المبرر وسط العرب والعالم) عام 2020،و كتب تقدمته وزير الخارجية كامل أبو جابر رحمه الله.و لازال الكتاب يجيب على أسئلة سبب الخوف غير المبرر من روسيا وتخويف العالم منها، بينما هي دولة سلام وقانون دولي، ولا تقبل بأن تنتقص سيادتها.

وفي عام 2022 صدر كتابي الثالث (مشهد من الحرب التي يراد لها أن لا تنتهي – الروسية الأوكرانية ومع (الناتو) بالوكالة. وكتب تقدمته دولة طاهر المصري، وشكر صدوره صاحب السمو الأمير الحسن بن طلال المعظم أطال الله بعمره وأعطاه العافية. وهو الكتاب الذي لا زال صالحا للحديث حول مضمونه، وسوف أعمل على إشهاره هذا العام لأهمية عنوانه وبسبب أن الحرب الأوكرانية لازالت مستمرة، أو هكذا يريد الغرب – الاتحاد الأروبي – لها ذلك.

وفي عام 2024 صدر كتابي (إشراقة عالم متعدد الأقطاب) وكتب تقدمته دولة السيد أحمد عبيدات، وحظي بحفل إشهار تحت رعايته والسفير الروسي بعمان غليب ديسياتنيكوف. والكتاب يمثل توجه روسيا لقيادة عالم حر يجذف شرقا وجنوبا في العالم، ويعلي من صوت الحرية والعدالة الإنسانية والسياسية والاقتصادية.

مدار الساعة ـ