على مدى عقود واجه الأردن تحديات إقليمية معقدة أثرت على مساراته السياسية والاقتصادية والأمنية ورغم محدودية الموارد الطبيعية استطاع الأردن أن يحافظ على استقراره ويحقق توازناً في علاقاته الإقليمية والدولية مستفيداً من قيادة حكيمة ودبلوماسية مرنة ورؤية استراتيجية تدرك تعقيدات المنطقة.
وبسبب موقع الأردن الجغرافي وسط إقليم ملتهب وعاصف تأثر الأردن بشكل مباشر بالصراعات الدائرة في محيطه حيث تدفق ملايين اللاجئين إلى أراضيه نتيجة هذه الصراعات مما شكل عبئاً كبيراً على البنية التحتية وضغطاً على موارده المحدودة كما أدت الأوضاع الأمنية المضطربة إلى تراجع التجارة وإضعاف الأمن الحدودي. وفي إطار القضية الفلسطينية التي تبقى تحدياً للأردن خاصة في ظل التوترات المتصاعدة في القدس والمسجد الأقصى والذي يضع المملكة في موقف حساس للدفاع عن وصايتها الهاشمية على المقدسات كما يواصل الأردن في الدفاع عن حل الدولتين ودعم الشعب الفلسطيني في الحصول على حقوقه المشروعه وفي مواجهة خطط الضم الإسرائيلية التي تهدد استقرار المنطقة وأمن الأردن القومي.وعلى الجانب الاقتصادي يعاني الأردن من تحديات حادة تشمل ارتفاع معدلات البطالة والديون الخارجية المتزايدة ونقص الموارد الطبيعيةحيث ادى الى تفاقم الأزمات بفعل تأثير الصراعات الإقليمية التي أثرت سلباً على تدفق الاستثمارات والسياحة ورغم ذلك تواصل المملكة جهودها لتعزيز بيئتها الاستثمارية وتنويع مصادر الدخل.وبحكم القرب الجغرافي من مناطق النزاع جعل الأردن هدفاً لمحاولات اختراق أمنه إلا أن الأجهزة الأمنية الأردنية نجحت بفضل يقظتها وخبرتها في إحباط العديد من المخططات الإرهابية مما عزز سمعتها كواحدة من أكثر الدول أمناً في المنطقة.وفي ذات السياق اتبعت السياسة الأردنية نهجاً يتسم بالحياد الإيجابي والواقعية ساعية لتجنب الانخراط المباشر في النزاعات الإقليمية مع المحافظة على دور الوسيط الفاعل في تسهيل الحوار بين الأطراف المتنازعةو كما عززت المملكة علاقاتها مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول الجوار بالإضافة إلى تعاونها مع المنظمات الدولية لدعم استقرارها الاقتصادي والأمني.جملة القول.. بالرغم من حجم التحديات الإقليمية والداخلية يبقى الأردن نموذجاً للصمود والاستقرار في منطقة مضطربة بفضل الرؤية الحكيمة للقيادة والتكاتف الشعبي واستراتيجياته المتوازنة يستمر الأردن في لعب دور محوري لتعزيز السلام الإقليمي وحماية مصالحه الوطنية مؤكداً أن الإرادة السياسية والتعاون الجماعي كفيلان بتجاوز أصعب الأزمات.القرالة يكتب: الأردن في مواجهة التحديات الإقليمية.. رؤية سياسية واستراتيجية
مدار الساعة ـ